عاشورا فقال : ذاك يومُ قُتِلَ الحسين عليهالسلام فان كنت شامتا فصم.
ثم قال :
إن آل أمية لعنهم الله ومن أعانهم على قتل الحسين من أهل الشام نذرا إن قتل الحسين عليهالسلام وسلِم من خرج إلى الحسين ، وصارت الخلافة في آل أبي سفيان أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا لهم يصومون فيه شكرا ، فصارت في آل أبي سفيان سنة إلى اليوم في الناس ، واقتدى بهم الناس جميعا لذلك ، فلذلك يصومونه ويدخلون على عيالاتهم وأهاليهم الفرح في ذلك اليوم.
ونصوص التاريخ تؤيد ذلك
قال الطبري : وكان معاوية حين أجمع عليه أهل العراق بعد علي عليهالسلام يخرج من الكوفة المستغرب في أمر على وينزل داره المستغرب في أمر نفسه من أهل الشام وأهل البصرة وأهل الجزيرة وهم الذين يقال لهم النواقل في الأمصار. (١)
أقول : روى البلاذري قال : سيَّر زياد بأمر معاوية خمسا وعشرين ألف من الكوفة ومن البصرة مثلهم إلى خراسان.
ومن ذلك يتبين ان أهل الكوفة قد خلطهم معاوية بعدد لا يستهان بها من أهل الشام الموالين له. وكان هؤلاء وأهل الجزيرة وأهل البصرة هم مادة الجيش الذي خرج إلى قتال الحسين مضافا إلى الحمراء مرتزقة الجيش الفارسي الذين اعتمدهم زياد في بناء جهاز شرطته الداخلية في الكوفة.
وفي رواية الشيخ الصدوق قال (وحال بنو كلاب بين الحسين وبين الماء ... واقبل عدو الله سنان بن انس الايادي وشمر بن ذي الجوشن العامري لعنهما الله في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على راس الحسين عليهالسلام ...). (٢)
قال ابن خلدون : (وأما بنو كلاب بن ربيعة فمنهم بنو لاضباب الذين منهم شمر بن ذي الجوشن بن الأعور بن معاوية قاتل الحسين بن علي وكانت بلاد بني كلاب حمى
__________________
(١) الطبري ، تاريخ الطبري ج ٢ ص ٥٠٠ ـ ٥٠١.
(٢) الشيخ الصدوق ، الامالي ص ٢٦٦.