كطليعة لجيشه بينما احتفظ بقلب الجيش في المدائن حيث ظل يبتزه في الحدائق وخاف ان يجرب حظه في ميدان القتال. (١)
وكتب هادي العلوي (٢) : ان هذا الرجل (يقصد الحسن عليهالسلام) يتعذر عليه ان يخوض صراعا سياسيا أو عسكريا وكان من المنتظر والطبيعي ان ينسحب بمجرد ان يؤول إليه الأمر ، وانه لم يمارس بعد الصلح أي نشاط معارض وقد تفرغ الحسن لحياته الشخصية وعاش كما قال عنه أبوه بين جَفنة وخِوان كأي فتى من فتيان قريش المنعمين.
ثم يستطرد العلوي قائلا : ان الدفاع عن صلح الحسن من نتائج الأيديولوجيا ... (٣)
ثم يقول : ومعاوية الذي تراجع الحسن أمامه كان زعيما عظيما وقد دخل التاريخ كواحد من الأباطرة العظام بجميع لمقاييس وفي شتى العصور ... (٤)
استند الباحثون المستشرقون في تكوين هذه الرؤية السلبية عن الحسن عليهالسلام إلى روايات أوردتها مصادر تاريخية إسلامية أمثال الطبقات الكبرى لابن سعد ت ٢٣٠ هـ وتاريخ الطبري ت ٣١٠ هـ وتاريخ دمشق لابن عساكر والبداية والنهاية لابن كثير. وقد أوردنا في الفصل السابع من الباب الثالث من هذا الكتاب نماذج منها.
__________________
(١) الخربوطلي ، العراق في ظل الحكم الأموي ، ص ٧٤.
(٢) أدرجناه ضمن المستشرقين على الرغم من كونه مسلما شيعيا ولكنه تبنى الفكر الماركسي في الايديولوجيا ومنهم المستشرقين في البحث.
(٣) الخربوطلي ، العراق في ظلم الحكم الأموي ص ٧٤.
(٤) الثقافة الجديدة تسلسل ٢٢٣ سنة ١٩٩٠ م تموز السنة ٣٧ العدد ٩. ومن الغريب ان العلوي؟ هذا عرفه أصدقاءه بالتقشف والزهد والبساطة في العيش يعتقد بمعاوية هذا المعتقد ، ولابد انه قد قرأ عنه سفكه لدم حجر بن عدي وأصحابه وتشريده العراقيين وسجنهم وقطع ايديهم لا لشيء الا لتوليهم عليا عليهالسلام ، فهل ان زعامة تقوم على مبدأ كهذا جديرة بالاحترام!.