نقضت قريش عهودها مع النبي بع سنتين حين نصرت بني نفاثة ورئيسهم نوفل بن معاوية احد بطون بني بكر من كنانة على خزاعة حليفة النبي في حرب وقعت بينهما بسبب هجاء كناني للنبي امام رحل خزاعي وثارت حمية الخزاعي فكسر يد النفاثي الكناني ، ووقع القتل في نساء خزاعة واطفالهم وضعفاء رجالهم حيث بيوتهم وهم امنون في الوتير موضع اسفل مكة وجاء عمرو بن سالم راس خزاعة الى النبي صلىاللهعليهوآله يستنصره قائلا :
يا رب إني ناشد محمدا |
|
حلف أبينا وأبيه الأتلدا |
قد كنتم ولداً وكنا والدا |
|
ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا |
إن قريشاً أخلفوك الموعدا |
|
ونقضوا ميثاقك المؤكدا |
هم بيّتونا بالوتير هجدا |
|
وقتلونا ركعا وسجدا. |
وتأثر النبي لذلك جدا ودمعت عيناه ، وبعث ضمرة ليخير قريشا بين ثلاث ان يدوا قتلى زخزاعة او يبرأوا من بطن نفاثة الذي قام بالمجزرة او ينبذ اليهم على سواء واختارت قريش الثالثة. (١)
نهض النبي بجيش قوامه عشرة الاف مسلم ودخل مكة فاتحا وحرر بيت ابراهيم
__________________
أحب إلى من وجهك ولا دين أحب إلى من دينك ولا بلد أحب إلى من بلدك وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وفي تاريخ المدينة قال ثمامة : ثم قدمت مكة فقلت : يا أهل مكة إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ولا تأتيكم من اليمامة تمرة ولا برة أبدا أو تؤمنوا بالله ورسوله ، فكتب المشركون من مكة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم يسألونه بالله وبالرحمن أن لا يحبس الطعام عن مكة حرم الله وأمنه ، فقدمت على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال " يا ثمامة لا يثأر المسلم بالكافر ، ولكن ارجع إلى قومك فادعهم إلى الاسلام فمن أقر منهم بالاسلام واتبعك فانطلق إلى بني قشير ولا تقاتلهم حتى تدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن بايعوك حرمت عليك دماؤهم ، وإن لم يبايعوك فقاتلهم. فدعا قومه فأسلموا معه ، ثم غزا بني قشير فثأر بابنه.
(١) انظر تفصيل القصة في الصحيح من السيرة النبوية للسيد جعفر مرتضى ج ٢١ ص ٢١ فما بعد.