عمر بن الخطاب أراد ان يكتب السنة ثم بدا له ان لا يكتبها ، ثم كتب في الأمصار : من كان عنده منها شيء فليمحه. (١)
وروى أيضا عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال : «جاء علقمة بكتاب من مكة أو اليمن صحيفة فيها أحاديث في أهل البيت بيت النبي ، فاستأذنا على عبد الله (بن مسعود) فدخلنا عليه ، قال فدفعنا إليه الصحيفة ، قال فدعا الجارية ثم دعا بطست فيها ماء فقلنا له : يا أبا عبد الرحمن انظر فيها فان فيها أحاديث حِسانا ، قال فجعل يميثها فيها ويقول : القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بما سواه». (وماث يميت مَيْثاً اذاب الملح في الماء). وفي رواية أخرى عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال : «جاء رجل من أهل الشام إلى عبد الله بن مسعود ومعه صحيفة ، فيها كلام من كلام أبي الدرداء وقصص من قصصه ، فقال : يا أبا عبد الرحمن الا تنظر ما في هذه الصحيفة من كلام أخيك أبي الدرداء ، فاخذ الصحيفة فجعل يقرأ فيها وينظر حتى أتى منزله فقال يا جارية أتيني بالإجّانة مملوءة ماء ، فجاءت بها فجعل يدلكها ويقول : اقصصا احسن من قصص الله تريدون أو حديثا احسن من حديث الله تريدون. (٢)
اما عرض الخليفة القرشي نفسه إماما في الدين بدلا من أهل البيت فتوضحه الروايات الآتية :
في صحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند احمد وغيرهم عن أبي موسى الاشعري قال : كنت أفتي الناس بذلك (أي بالحل بعد إتمام أعمال متعة الحج) في إمارة أبي بكر وإمارة عمر فإني لقائم بالموسم إذ جاءني رجل فقال انك لا تدري ما احدث أمير المؤمنين في شان النُّسُك فقلت : أيها الناس من كنا أفتيناه بشيء فليتئد فهذا أمير
__________________
(١) الخطيب البغدادي ، تقييد العلم ص ٥٣ ، ابن عبد البر ، جامع بيان العلم ص ٧٧.
(٢) الخطيب البغدادي ، تقييد العلم ، ص ٥٤ ـ ٥٥.