وروى الذهبي : ان عمر بن الخطاب حبس ثلاثة : ابن مسعود ، وأبا الدرداء ، وأبا مسعود الأنصاري ، فقال : قد أكثرتم الحديث عن رسول الله. (١)
وروى الدارمي : ان أبا ذر كان جالسا عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس يستفتونه فأتاه رجل فوقف عليه ثم قال : الم تُنْهَ عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه ، فقال أرقيب انت عليَّ؟ لو وضعتم الصَّمامة على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت اني انفذ كلمة سمعتها من رسول الله قبل ان تجيزوا عليَّ لأنفدتها. (٢)
اما مسألة إحراق مدونات الصحابة في الحديث فتوضحه الاخبار التالية :
روى الذهبي في تذكرة الحفاظ عن عائشة أنَّ أبا بكر جمع خمسمائة من حديث النبي ودعا بنار فاحرقها. (٣)
وروى الخطيب البغدادي بسنده إلى القاسم بن محمد ان عمر بن الخطاب بلغه انه قد ظهر في ايدي الناس كتب فاستنكرها وكرهها ، وقال : ايها الناس انه قد بلغني انه قد ظهرت في ايديكم كتب فاحبها إلى الله اعدلها واقومها فلا يبقين احد عنده كتابا الا أاني به فأرى فيه رأيي ، قال فظنوا انه يريد ان ينظر فيها ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فاتوه بكتبهم فاحرقها بالنار ، ثم قال : أمنية كأمنية أهل الكتاب. (٤)
وروى ابن سعد : قال عبد الله بن العلاء : سألت القاسم يملي عليَّ أحاديث ، فقال : ان الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فانشد الناس ان يأتوه بها فلما أتوه بها أمر بتحريقها ثم قال : مثناة كمثناة أهل الكتاب ، قال فمنعني القاسم يومئذ ان اكتب حديثا. (٥)
وروى الخطيب البغدادي : عن سفيان بن عينة عن عمرو عن يحيى بن جعدة : ان
__________________
(١) الذهبي ، تذكرة الحفاظ ج ١ : ص ١٢ ترجمة عمر.
(٢) الدارمي ، سنن الدارمي ج ١ ص ٩٥ ، ابن سعد ، الطبقات الكبرى ص : ٤٢٨ بترجمة أبي ذر ، واختصرها البخاري واوردها في صحيحه ص ٣١ باب العلم قبل القول ، ومعنى اجاز على الجريح : اجهز عليه. وللمزيد من هذه الاخبار انظر العسكري. معالم المدرستين ج ٢ ط ٤ : ٤٧٥١.
(٣) الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ج ١ ص ١٠.
(٤) الخطيب البغدادي ، تقيد العلم ، تحقيق يوسف العش ، دار إحياءء السنة النبوية ، ١٩٧٤ م ص ٥٣.
(٥) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ج ٥ ص ٩٦.