وهربت سفينة الطوفان |
|
منها إلى الجودي والأركان |
وهم بنوا للجور صرحا محكما |
|
فاتخذوا إلى السماء سلما |
ولم يزل سكانها فجارا ، |
|
مستبصرا في الشرك أو سحارا |
تفرقوا وبلبلوا بلبالا ، |
|
وبدلوا من بعد حال حالا (١) |
وهم رموا في البئر إبراهيما ، |
|
لما رأوا أصنامهم رميما |
ودانيال طرحوا في الحب ، |
|
كفرا وشكا منهم في الرب |
واخذوا وقتلوا عليا ، |
|
العادل ، البر ، التقي الزكيا |
وقتلوا الحسين ، بعد ذاكا ، |
|
فأهلكوا أنفسهم إهلاكا |
وجحدوا كتابهم إليه ، |
|
وحرفوا قرآنهم عليه |
ثم بكوا من بعده ، وناحوا |
|
جهلا ، كذاك يفعل التمساح |
فقد بقوا في دينهم حيارى ، |
|
فلا يهود هم ، ولا نصارى |
والمسلمون منهم براء ، |
|
رافضة ودينهم هباء |
فبعضهم قالوا : علي ربنا ، |
|
وحسبنا ذلك دينا ، حسبنا |
وبعضهم قالوا : علي ربنا ، |
|
وحسبنا ذلك دينا ، حسبنا |
ومنهم الشراة والحراب ، |
|
ان سمعوا ببيعة أجابوا |
كم أسلموا من طالبي مغرور ، |
|
وهربوا في يوم حرب مشهور |
خاتمة الفصل الثالث من الباب الثالث
يتضح من خلال هذه النصوص طبيعة الجو الاعلامي العباسي في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري والقرن الثالث الهجري فهو جو مشحون بالعداء ضد الحسن والإمام الصادق عليهالسلام وشيعته وضد الكوفة بشكل عام مضافا إلى حملة الاعتقالات التي كانت تتحرك في هذه الفترة أو تلك.
وفي هذا الجو :
__________________
(١) بلبلوا : تفرقوا ، وتبددوا.