وروى الطحاوي عن سفيان ، عن بيان ، عن عامر الشعبي ، فلما قدم قرظة قالوا : حدَّثنا ، قال : نهانا عمر بن الخطاب رضياللهعنه. (١)
وروى ابن الاثير عن محمد بن إسحاق قال أخبرني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال : والله ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث إلى أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فجمعهم من الآفاق عبد الله بن حذافة وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر فقال : ما هذه الأحاديث التي قد أفشيتم عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في الآفاق قالوا : أتنهانا قال : لا أقيموا عندي لا والله لا تفارقوني ما عشت فنحن أعلم نأخذ ونرد عليكم فما فارقوه حتى مات. (٢)
وبفعل هذه السياسة كان الطابع العام لأهل الكوفة بل لغيرهم أيضا هو الجل بأحاديث النبي صلىاللهعليهوآله اما على مستوى الولاء فولاؤهم للخليفتين من قريش الحاكمة ، ولم يكن فيها موالون لعلي وأهل بيته الا افرادا معدودين مرتبطين بعمار وسلمان وحذيفة. نعم كان بعض بطون قبيلة همدان في الكوفة لهم ارتباط سابق بعلي عليهالسلام حيث اسلموا على يده في اليمن سنة ١٠ من الهجرة او قبلها ، ولكن الذي كانت له علاقة من اغلب هؤلاء هم آباؤهم والقليل منهم ممن التقاه في اليمن مضافا إلى بُعد العهد وسياسة الدولة القرشية في إهمال علي عليهالسلام. ثم صار الولاء لعلي عليهالسلام ظاهرا أيام عثمان حينما حمل لواء التشيع لعلي حجر بن عدي ومالك الاشتر ونظراؤهم بعد نهضة علي في إحياء حج التمتع كما سيأتي.
الكوفة على عهد عثمان ٢٣ ـ ٢٨ هـ قبل انشقاق قريش عليه مكرسة لسيرة
الشيخين (ست سنوات)
قال عمرو بن ميمون :
«ان عمر لما طُعِنَ قيل له يا أمير المؤمنين لو استخلفت! قال : من استخلف؟
__________________
(١) الطحاوي ، شرح مشكل الآثار ، مؤسسة الرسالة ١٤١٥ هـ ، ١٩٩٤ م ، ج ١٣ ص ٢٥٧. والبيهقي ، معرفة السنن والاثار ، تحقيق سيد كسروي حسن ، الناشر : دار الكتب العلمية ، ج ١ ص ٣١.
(٢) المتقي الهندي ، كنز العمال ج ١٠ ص ٢٩٢. وابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ٤٠ ص ٥٠٠.