وقد باعها من بعده الحسن ابنه |
|
وطالبتموه حين صارت إلى أهل (١) |
ومن شعره أيضا :
خلوا الطريق لمعشر عاداتهم |
|
حطم المناكب كل يوم زحام |
ارضوا بما قسم الاله لكم به |
|
ودعوا وراثة كل اصيد حام |
اني يكون وليس ذاك بكائن |
|
لبني البنات وراثة الاعمام (٢) |
__________________
(١) ابن أبي الحديد ، شرح نهج ابلاغة ، ج ٤ ص ٦٣ ـ ٦٤. انظر الاغاني لابي الفر الاصفهاني ج ٢٣ ص ٢١٤ ـ ٢١٥ ، والاصفهاني يرويها لمروان بن أبي حفصة الاصغر وهو مروان بن أبي الجنوب بن مروان الاكبر بن أبي حفصة وانه انشدها للمتوكل العباسي وانها من مشهور شعره. اما ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ٤ ص ٦٣ ـ ٦٤ فيرويها لجده مروان الاكبر ، والذي يظهر انها للجد ، إذ ان الحفيد كان يروي شعر جده ويتشبه به في الشعر ويتقرب إلى المتوكل بهجاء آل أبي طالب كما ذكر الاصفهاني ، ولما افضت الخلافة إلى المنتصر تجنب مذهب أبيه وطرد مروان الاصغر ، وقال والله لا أذنت للكافر ابن الزانية البس هو القائل : (وحكم فيها حاكمين ابوكم هما خلعاه خلع ذي النعل للنعل) ج ٢٣ ص ٢١٤ ، ٢١٩. قال المسعودي في مروج الذهب ج ٤ ص ٥١ ـ ٥٢ : وكان آل أبي طالب قبل خلافة المنتصر في محنة عظيمة وخوف على دمائهم ، قد مُنعوا زيارة قبر الحسين والغري من أرض الكوفة ، وكذلك منع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد ، وكان الأمر بذلك من المتوكِّل سنة ست وثلاثين ومائتين وفيها أمر المعروف باذيريج بالسير إلى قبر الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما وهدمه ومحو أرضه وإزالة أثره ، وأن يعاقب من وجد به ، فبذل الرغائب لمن تقدم على هذا القبر ، فكلٌّ خشي العقوبة ، وأحجم ، فتناول الباذيريج مسحاة وهدم أعالي قبر الحسين ، فحينئذ أقدم الفعلة فيه ... ولم تزل الأُمور على ما ذكرنا إلى أن استخلف المنتصر سنة ٢٤٧ هجرية ، فأمن الناس ، وتقدَّم بالكفَّ عن آل أبي طالب ، وترك البحث عن أخبارهم ، وأن لا يمنع أحد زيارة الحيرة لقبر الحسين رضي الله تعالى عنه ، ولا قبر غيره من آل أبي طالب ، وأمر بردِّ فدك إلى ولد الحسن والحسين ، وأطلق أوقاف آل أبي طالب وترك التعرُّض لشيعتهم ودفع الأذي عنهم ، ... وفي ذلك يقول يزيد بن محمد المهلبي وكان من شيعة آل أبي طالب وما كان امتحن به الشيعة في ذلك الوقت واغريت بهم العامة :
ولقد بررت الطالبية بعدما |
|
ذمّوا زماناً بعدها وزمانا |
ورددت ألفة هاشم ، فرأيتهم |
|
بعد العداوة بينهم إخوانا |
آنست ليلهم وجدت عليهم |
|
حتى نسوا الأحقاد والأضغانا |
لو يعلم الأسلاف كيف بررتهم |
|
لرأوك أثقل من بها ميزانا |
(٢) أبو الفرج الاصفهاني ، الاغاني ، ج ١٣ ص ١٦٠.