وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل ،
وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ، ويسأل الله تعالى الجنة ، ويعوذ به من النار ،
وكان لا يقرأ من كتاب الله عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا) إلا قال : لبيك اللهم لبيك ، ولم ير في شيء من أحواله إذا ذاكرا لله سبحانه ،
وكان أصدق الناس لهجة ، وأفصحهم منطقا. (١)
وقال ابن عساكر عن عبد الله بن العباس قال : ما ندمت على شيء فاتني في شبابي إلا أني لم أحج ماشيا ، ولقد حج الحسن بن علي خمسة وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه. (٢)
قال واصل بن عطاء : كان الحسن بن علي عليه سيماء الانبياء وبهاء الملوك. (٣)
عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال ما تكلم عندي أحد كان احب الي إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي وما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرة فإنه تكلم بين حسين بن علي وعمرو بن عثمان بن عفان خصومة في ارض فعرض حسين امرا لهم لم يرضه عمرو فقال الحسن فليس له عندنا إلا ما رغم انفه قال فهذا اشد كلمة فحش سمعتها منه قط. (٤)
قال الواقدي : عن ثعلبة بن ابي مالك : شهدت الحسن يوم مات ودفن بالبقيع فلقد رأيت البقيع ولو طرحت فيه ابرة ما وقعت الال على راس انسان. (٥)
وروى ابن عساكر ايضا قال : بكى على الحسن بن علي بمكة والمدينة سبعا النساء والصبيان والرجال. (٦)
__________________
(١) الشيخ الصدوق ، الأمالي ، ص ١٤٠.
(٢) ابنعساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ١٤ ص ٧٢. والذهبي ، سير اعلام النبلاء ، ج ٤ ص ٣٨٧.
(٣) المجلسي ، بحار الانوار ج ٤٣ ص ٢٥١.
(٤) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ١٤ ص ٨٠. وابن سعد ، الطبقات الكبرى القسم الناقص ج ١ ص ٢٧٩. والمزي ، تهذيب الكمال ج ٢ ص ٥٩١.
(٥) ابن حجر ، الاصابة ج ١ ص ٤٩٥. والحاكم ، المستدرك ، ج ٣ ص ١٩٠. وابن سعد ، الطبقات الكبرى القسم المتمم ج ١ ص ٣٥١.
(٦) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ١٤ ص ١١٨. وابن كثير ، البداية والنهاية ، ج ٨ ص ٤٣.