ترضى ان يكون هذا الأمر في غير قريش) لم تعد مؤثرة ولا يمكن إحياء الإمامة الدينية لقريش المسلمة بعد انتشار أحاديث النبي في تأسيس إمامة أهل بيته الا بوضع أحاديث مثلها ومنع تداول الأحاديث الصحيحة.
٥. ترويع شيعة علي عليهالسلام قتلا وسجنا ونفيا وتهجيرا ، ويستهدف هذا البند تصفية نخبة الأمة التي حملت أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله وأخبار سيرة علي عليهالسلام ونشرها بين الناس ، وكذلك تصفية الوجود البشري الذي انفتح على علي عليهالسلام بصدق واخلاص وتعلم منه وجعله الحجة بينه وبين الله تعالى بعد النبي صلىاللهعليهوآله.
ثم خصَّ العراق بسياسة معينة.
وكان قبل ذلك قد اعتمد على رجال ركنوا إلى الدنيا ، أمثال عمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومروان بن الحكم ، والضحاك بن قيس الفهري ، وزياد بن عبيد الثقفي الذي الحقه بنفسبه فقيل زياد بن أبي سفيان ، وسمرة بن جندب ، وعمرو بن حريث ، وغيرهم حيث ولّاهم اهم البلدان والمناصب لكي يضبط تطبيق هذه السياسة.
ونحن حين ننعم النظر في بنود تلك السياسة ، نجدها جميعا مما خالف فيه معاوية الكتاب وسنة النبي صلىاللهعليهوآله.
فَلَعْنُ علي عليهالسلام ، وتربيةُ النسا على بغضه مخالفةٌ صريحة ، لما أَمَرَ به الله ورسوله في إيجاب مودته وولايته.
والنهيُ عن رواية أحاديث النبي في فضل علي عليهالسلام ومنزلته ، مخالفةٌ صريحة لأمر النبي بتبليغ سنته إلى من لم يسمعها.
ووضعُ الحديث في ذم علي عليهالسلام ، ومدحُ أناس لم يمدحهم النبي صلىاللهعليهوآله ، كذبٌ متعمَّدٌ على الرسول صلىاللهعليهوآله ، يستحق فاعله النار لقول النبي صلىاللهعليهوآله : (من كذب عليَّ متعمدا فليتبوّأْ مقعده من النار). (١)
وترويعٌ المؤمنين ، وإخافتُهم ، وسجنُهم ، وقتلُهم ، لأمرهم بالمعروف ونهيهم عن
__________________
(١) البخاري ، صحيح البخاري ، ج ٣ ص ٨١ ، ج ٧ ص ١١٨ ، مسلم بن الحجاج ، صحيح مسلم ، ج ١ ص ٨.