الكوفة وبقية الأمصار أمر جديد حصل بعد وفاة الحسن عليهالسلام.
حج معاوية في سنة ٥٠ هـ وكان معه سعد بن أبي وقاص. وكان حواره معه حول لعن علي فلم يرضه سعد. قال المسعودي لمَّا حجَّ معاوية طاف بالبيت ومعه سعد فلمَّا فرغ انصرف معاوية إلى دار الندوة فأجلسه معه على سريره ووقع معاوية في علي وشرع في سبَّه فزحف سعد ثم قال : أجلستني معك على سريرك ثم شرعت في سب علي والله لأن يكون فيَّ خصلة واحدة من خصال علي (١) ...
وقال البلاذري حدثني عباس بن هشام ، عن أبيه عن جده ، عن أبي صالح قال : قدم معاوية مكة / فلقيه ابن عباس فقال له معاوية : عجبا للحسن شرب عسلة طائفية بماروحة فمات منها. فقال ابن عباس : لئن هلك الحسن فلن ينسأ في أجلك ، قال : وأنت اليوم سيد قومك. قال : أما ما بقي أبو عبد الله فلا!. (٢) أقول : هذه الحجة كانت سنة خمسين هجرية والخبر يشهد ان الحسن عليهالسلام توفي في ربيع الأول سنة خمسين.
رجع معاوية من الحج إلى المدينة ودس السم لسعد في بقية ذي الحجة سنة ٥٠ هـ ومن ثم قالوا في الحسن عليهالسلام وسعد بن أبي وقاص ماتا في سنة واحدة. قال أبو الفرج : حدثني أحمد ، قال : حدثني يحيى بن بكير ، عن شعبه ، عن أبي بكر بن حفص ، قال : توفى الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص في أيام متقاربة ، وذلك بعد ما مضى من ولاية إمارة معاوية عشر سنين ، وكانوا يروون أنه سقاهما السم. (٣)
أمر معاوية بعد موت سعد آخر سنة ٥٠ هجرية بلعن علي عليهالسلام على منبر النبي صلىاللهعليهوآله.
مات المغيرة بن شعبة سنة ٥١ هـ وكان قد وفد إلى معاوية فيها وحاول ان يثنيه عن لعن علي فقال له لا والله الا دفنا دفنا وقال المغيرة لولده جئتك من عند اخبت الناس.
ضم معاوية ولاية الكوفة إلى زياد بعد موت المغيرة سنة ٥١ هـ وتتبع شيعة علي عليهالسلام بابشع واقسى ما يتصوره المرء.
ولى زياد بن أبي سفيان الربيع بن زياد الحارثي سنة إحدى وخمسين هـ خراسان ،
__________________
(١) المسعودي ، مروج الذهب ج ٣ ص ٢٥. ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ٢١ ص ١٢٥ ، ج ٥٩ ص ٦٠ ، أبو زرعة الدمشقي ، تاريخ أبو زرعة ، مجمع اللغة العربية ـ دمشق ج ١ ص ١٨٨.
(٢) البلاذري ، أنساب الأشراف ، ج ٣ ص ٦٢ ـ ٦٣.
(٣) ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ١٦ ص ٤٩ ، مقاتل الطالبيين ص ٧٣.