قال : سمعت أبا هريرة يقول يوم دفن الحسن بن علي : قاتل الله مروان ، قال : والله ما كنت لأدع ابن أبي تراب يدفن مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقد دفن عثمان بالبقيع! فقلت : يا مروان اتق الله ولا تقل لعلي إلا خيرا. (١)
قال ابن عساكر وروى الزبير (ابن بكار) قال وحدثني محمد بن الضحاك الحرامي قال لما بلغ مروان بن الحكم انهم قد اجمعوا أن يدفنوا الحسن بن علي مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم جاء إلى سعيد بن العاص وهو عامل المدينة فذكر ذلك له فقال ما أنت صانع في أمرهم فقال لست منهم في شيء ولست حائلا بينهم وبين ذلك قال فخلني وإياهم فقال أنت وذاك فجمع لهم مروان من كان هناك من بني أمية وحشمهم ومواليهم وبلغ ذلك حسينا فجاء هو ومن معه في السلاح ليدفن حسنا في بيت النبي صلىاللهعليهوسلم واقبل مروان في أصحابه وهو يقول :
يا رب هيجاء هي خير من دعة.
أيدفن عثمان بالبقيع ويدفن حسن في بيت النبي صلىاللهعليهوسلم والله لا يكون ذلك أبدا وأنا احمل السيف فلما صلوا على حسن خشي عبد الله بن جعفر أن يقع في ذلك ملحمة عظيمة فأخذ بمقدم السرير ثم مضى نحو البقيع فقال له حسين ما تريد قال عزمت عليك بحقي أن لا تكلمني كلمة واحدة فصار به إلى البقيع فدفنه هناك رحمهالله وانصرف مروان ومن معه.
وبلغ معاوية ما كانوا أرادوا في دفن حسن في بيت النبي صلىاللهعليهوسلم فقال ما أنصفتنا بنو هاشم حين يزعمون أنهم يدفنون حسنا مع النبي صلىاللهعليهوسلم وقد منعوا عثمان أن يدفن إلا في أقصى البقيع.
إن يك ظني بمروان صادقا لا يخلصون إلى ذلك وجعل يقول : ويها مروان أنت لها. (٢)
قال ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا هاشم بن عاصم ، عن المنذر بن جهم ، قال : لما اختلفوا في دفن حسن بن علي [نزل] سعد بن أبي وقاص وأبو
__________________
(١) ترجمة الامام الحسن من طبقات ابن سعد ص ٩٣.
(٢) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ١٣ ص ٢٩١.