يقال في حريز مع تثبته أنه كان سفيانيا ، وقال العجلي : شامي ، ثقة وكان يحمل على علي ، وقال عمرو بن علي كان ينتقص عليا وينال منه ، وقال في موضع آخر : ثبت شديد التحامل على علي ، وقال ابن عمار : يتهمونه أنه كان ينتقص عليا ويروون عنه ويحتجون به ولا يتركونه ، وقال أحمد بن سعيد الدارمي عن أحمد بن سليمان المروزي سمعت إسماعيل بن عياش ، قال : عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه ، قال إسماعيل بن عياش : سمعت حريز بن عثمان يقول : هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال لعلي : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) حق ولكن أخطأ السامع ، قلت : فما هو؟ فقال : إنما هو أنت بمنزلة قارون من موسى ، قلت : عمن ترويه؟ قال : سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر ، وقال ابن عدي : وحريز من الاثبات في الشاميين ويحدث عن الثقات منهم ، وقد وثقه القطان وغيره ، وإنما وُضَع منه ببغضه لعلي ، قال يزيد بن عبد ربه (١) : قال ابن حجر : وحكى الأزدي في الضعفاء : أن حريز بن عثمان روى أن النبي صلىاللهعليهوآله لما أراد أن يركب بغلته جاء علي بن أبي طالب فحل حزام البغلة ليقع النبي صلىاللهعليهوآله ، قال الأزدي : من كانت هذه حاله لا يروى عنه ، قال ابن حجر : لعله سمع هذه القصة أيضا من الوليد ، وقال غنجار قيل ليحيى بن صالح : لم لم تكتب عن حريز؟ فقال : كيف اكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين مرة ، وقال ابن حبان : كان يلعن عليا بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرة فقيل له في ذلك ، فقال : هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي ، وكان داعية إلى مذهبه يتنكب حديثه انتهى. قال ابن حجر : وإنما أخرج له البخاري لقول أبي اليمان (٢) أنه رجع عن النصب كما مضى نقل ذلك عنه الله أعلم. (٣)
__________________
(١) مولده سنة ٨٠ ومات سنة ١٦٣.
(٢) ابو اليمان الحكم بن نافع البهراني الحمصي ، ولد في حمص سنة ٢٢١ وتوفي وهو ابن ٨٣ سنة ، قال الذهبي : روى عن إسماعيل بن عياش وحريز بن عثمان وآخرين وعنه البخاري والدارمي وابو زرعة وأبو حاتم استقدمه المأمون ليوليه قضاء حمص. وروايته ان حريز رجع عن النصب من اجل ان يبرئ ساحة شيخه في الرواية ، وقد اثبتنا في كتابنا علم الرجال المقارن انه لم يرجع عن النصب.
(٣) ابن حجر ، تهذيب التهذيب ، ترجمة حريز.