فيمن طلبهم يومئذ عبد الله بن مسعود ، وذلك حين قال الله (الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) آل عمران / ١٧٣. (١)
٣. قال عبد الرزاق قال معمر قال الزهري في حديثه عن المسيب : وذكر قصَّة نعيم بن مسعود الأشجعي وسعيه في الوقعية بين أبي سفيان وبني قريضة وما أرسل الله تعالى من الريح على المشركين وإنهزامهم بغير قتال ، ثم قال : فذلك حين يقول (وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله عزيزاً) الأحزاب / ٢٥. (٢)
٤. عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ، قال : لمَّا انصرف رسول الله صلىاللهعليهوآله حتَّى أتى المدينة ، فغزا خيبر من الحديبية فأنزل الله عليه (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه) إلى (ويهديكم صراطاً مستقيماً) فلمَّا فتحت خيبر جعلها لمن غزا معه الحديبية ، وبايع تحت الشجرة ، ممَّن كان غائباً أو شاهداً ، من أجل أنَّ الله كان وعدهم إيَّاها ، وخمَّس رسول الله صلىاللهعليهوآله خيبر ، ثم قسم سائرها مغانم بين من شهدها من المسلمين ، ومن غاب عنها من أهل الحديبية. (٣)
__________________
(١) في تاريخ الطبري عن ابن اسحق : ثم بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب فقال : أخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون وماذا يريدون.
(٢) قال السيوطي في الدر المنثور ج ٥ ص ١٩٢ في قوله تعالى (وكفى الله بالمؤمنين القتال) : أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود (رض) أنَّه كان يقرأ هذا الحرف وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب. وذكر ذلك أيضاً الطبرسي في مجمع البيان وقال : وهو المروي عن أبي عبد الله وأخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق في ترجمة علي عليهالسلام ج ٢ ص ٤٢٠. أقول : قوله يقرأ أي يفسر وروى الشيخ المفيد في الإرشاد ص ٥٤ عن جابر بن عبد الله الانصاري وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله بعثه مع علي عليهالسلام لينظر ما يكون منه ومن عمرو قال فما شبهت قتل علي عمراً إلّما بما قصَّ الله تعالى من قصة داود عليهالسلام وجالوت حيث يقول جلَّ شأنه (فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت). وقال أبو جعفر الاسكافي ت ٢٢٠ هـ في المعيار والموازنة ص ٩١ (خرج علي عليهالسلام إلى عمرو والمسلمون مشفقون قد اقشعرت جلودهم وزاغت أبصارهم وبلغت الحناجر قلوبهم وظن قوم بالله الظنون والنبي صلىاللهعليهوآله ليدعو له بالنصر ملح في ذلك مستغيث بربِّه ففرَّج الله به تلك الكرب وأزال الظنون وثبت اليقين بعلي بن أبي طالب .. وفي ذلك يؤثر عن حذيفة بن اليمان أنَّه قال : لقد أيد الله تبارك وتعالى رسوله والمؤمنين بعلي في موقفين لو جمع جميع أعمال المؤمنين لما عدل بهما يوم بدر ويوم الخندق ثم قصَّ قصته فيهما).
(٣) روى البخاري ومسلم وأحمد وابن عساكر وغيرهم عن أبي هريرة ، وسهل بن سعد وسلمة بن الاكوع وبريدة بن الحصيب وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس ، وغيرهم والروايات تزيد وتنقص