السلطة. اما الإمام الكاظم عليهالسلام بن الإمام الصادق عليهالسلام ، فقد قضى سنوات طويلة في سجن الرشيد ثمَّ دس له السم سنة ١٨٣ هجـ. وقد رافقت حملة الاضطهاد هذه محاولة رفع وثاقة شيعة الإمام الصادق وأولاده كالإمام موسى بن جعفر بل شملت المحاولة الإمام الصادق عليهالسلام نفسه كما نجد ذلك واضحاً في ترجمته عند ابن حبان (ت ٣٥٤) قال : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، كنيته أبو عبد الله ، يروي عن أبيه ، وكان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا روى عنه الثوري ومالك وشعبة والناس ، يحتج بروايته ما كان من غير رواية اولاده عنه لأن في حديث ولده عنه مناكير كثيرة ، وإنما مرَّض القول فيه (أي في الإمام الصادق) من مرض من ائمتنا لما رأوا في حديثه من رواية اولاده ، وقد اعتبرتُ حديثه من الثقات عنه مثل ابن جريج والثوري ومالك وشعبة وابن عيينة ووهب بن خالد ودونهم ، فرأيت احاديثه مستقيمة ليس فيها شيء يخالف حديث الأثبات ، ورأيت في رواية ولده عنه اشياء ليس من حديثه ولا من حديث أبيه ولا من حديث جده ، ومن المحال ان يلزق به ما جنت يدا غيره. (١)
أقول :
وقوله (انما مرض القول فيه من مرض من ائمتنا ...) يريد بأئمته نظراء البخاري ويحيى بن سعيد القطان ومالك بن انس وأبي بكر بن عياش وعبد الرحمن بن مهدي.
قال الذهبي في ترجمة جعفر عليهالسلام : أحد الأئمة الاعلام برٌّ صادق كبير الشأن ، لم يحتج به البخاري. وقال يحيى بن سعيد (أي القطان ت ١٩٨) : مجالد احب إلي منه (أي من الامام الصادق) ، في نفسي منه شيء (٢).
وعن الدراوردي قال : لم يرو مالك عن جعفر حتّى ظهر أمر بن العباس.
وقال مصعب بن عبد الله : كان مالك لا يروي عن جعفر حتّى يضمه إلى أحد. (٣)
__________________
(١) ابن حبان ، الثقات ، ج ٦ ص ١٣١ ـ ١٣٢.
(٢) علّق الذهبي في ميزان الاعتدال على هذا القول : انه زلة من يحيى القطان في جعفر عليهالسلام. قال الرازي في الجرح والتعديل ج ٨ ص ٣٦١ عمرو بن علي الصيرفي قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول لعبد الله أي تذهب قال أذهب إلى وهب بن جرير اكتب السيرة يعني عن مجالد قال تكتب كذبا كثيرا لو شئت ان يجعلها لي مجالد كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله فعل.
(٣) الذهبي ، ميزان الاعتدال.