ومنها مسائل اقتصادية : من قبيل حبس الخمس عن أهل البيت عليهمالسلام. (١)
ومنها مسائل عبادية : كتحريم متعة الحج ، وتغيير مقام إبراهيم عن موضعه الذي وضعه النبي صلىاللهعليهوآله فيه (٢) ، والأمر بصلاة التراويح وقد تركها النبي
__________________
(١) روى الزمخشري في الكشاف عن ابن عباس رضياللهعنه أنه ـ أي الخمس كان على ستة أسهم لله وللرسول سهمان ، وسهم لأقاربه حتى قبض. فأجرى أبو بكر رضياللهعنه الخمس على ثلاثة. وكذلك روي عن عمر ومن بعده من الخلفاء. وروي أنّ أبا بكر رضياللهعنه منع بني هاشم الخمس وقال : إنما لكم أن يعطى فقيركم ويزوّج أيمكم ويخدم من لا خادم له منكم ، فأما الغني منكم فهو بمنزلة ابن سبيل غنيّ لا يعطى من الصدقة شيئاً ، ولا يتيم موسر.
(٢) عن عائشة أن المقام كان في زمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وزمان أبي ملصقا بالبيت ، ثم أخره عمر بن الخطاب. (كنز العمال ج ١٤ ص ٥٣).
وورد في أخبار مكة للفاكهي [١ / ٤٥٤] حدّثنا محمّد بن زنبور قال : ثنا عيسى بن يونس قال : ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه قال : إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى الكعبة وأبو بكر رضياللهعنه بعده ، وعمر رضياللهعنه شطر إمارته ، ثمّ إنّ عمر رضياللهعنه قال : «إنّ الله تبارك وتعالى يقول : (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة : ١٢٥] فحوّله إلى المقام».
وروى الإمام أحمد بن عبد الرزاق ، عن ابن جريج : سمعت عطاء وغيره من أصحابنا يزعمون أن عمر أول من وع المقام في موضعه الآن ، وإنما كان في قبل الكعبة. وعن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن حميد الأعرج ، عن مجاهد ، قال : كان المقام إلى جنب البيت ، كانوا يخافون عليه ، من السيول ، وكان الناس يصلون خلفه ، فقال عمر للمطلب : هل تدري أين كان موضعه الأول؟ قال : نعم ، فوضعه موضعه الآن.
وقال مالك : كان المقام في عهد إبراهيم في مكانه الآن ، وكان أهل الجاهلية ألصقوه إلى البيت خيفة السيل ، فكان كذلك في عهد النبي وأبي بكر ، فلما ولي عمر وحج رده إلى موضعه الذي هو فيه اليوم ، بعد أن قاس موضعه بخيوط قديمة كانت في خزائن الكعبة ، قيس بها حين أخر : ذكر ذلك صاحب. (تهذيب المدونة).
وذكر ابن سعد أن النبي صلىاللهعليهوآله (صلى يوم الفتح ركعتي الطواف خلف المقام ، وهو لاصق بالبيت.
قال ابن رجب في فتح الباري ج ٢ ص ١٢٢ وقد روى : أن الناس كانوا يصلون إلى جانب البيت ، وأن أول من صلى خلف المقام عمر في خلافته. روى الإمام أحمد في (كتاب المناسك) عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن هشام ، عن أبيه ، أن النبي (وأبا بكر وعمر بعض خلافته كانوا يصلون إلى صقع البيت ، حتى صلى عمر خلف المقام ، وعن أبي معاوية ، عن هشام ، عن أبيه ، قال : كان رسول الله (إذا طاف بالبيت صلى الركعتين إلى صقع البيت. قال أبو معاوية : يعني : حائط البيت. قال : وفعل ذلك أبو بكر ، ثم فعل ذلك عمر شطرا من خلافته ، ثم قال : (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) البقرة : ١٢٥ ، فصلى إلى المقام ، فصلى الناس بعده. وقال ابن كثير في تفسيره ، قال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي أخبرنا أبو [الحسين بن] الفضل القطان ، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل ، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي ، حدثنا أبو ثابت ، حدثنا