حياته السياسية.
وكان من نتائج تلك الفتنة ، أنّ الإمام لم يتمكّن من عزل معاوية عن سلطته في الشام ، وضمّ الشامات إلى حكومته ، بل خرجت بعض المناطق التي كانت تحت يده عن سلطته ، فاستولى عمرو بن العاص على مصر ، وقتل عامل الإمام محمّد بن أبي بكر فيها حتى أصبح العراق مطمعاً لمعاوية من خلال الغارات التي قامت بها كتائبه.
كلّ ذلك ، مانصفه بالنكسة تارة ، والهزيمة اُخرى ، ويطيب لنا بيان أسبابه في خاتمتنا هذه ، وربّما يتخيّل القارئ أنّ هذا البحث خارج عن موضوع هذا الجزء (الخوارج) ، ولكنّه إذا اطّلع عليه يقف على أنّ له الصلة التامّة بالموضوع وإليك البيان.
إنّ السبب الحقيقي لوقوع النكسة كان أمرين :
كان جيش الإمام خليطاً من طائفتين طائفة صالحة مطيعة لأمر القيادة إلى حدّ التضحية بكلّ ما تملك لتنفيذ أوامرها من دون أيّ اعتراض ، ومن نماذج تلك الطائفة مالك الأشتر ، وعدي بن حاتم وعبدالله بن عباس ، وعماربن ياسر ، وعمروبن الحمق الخزاعي ، وحجر بن عدي الكندي ، وسهل بن حنيف ، وسليمان بن صرد ، إلى غير هؤلاء من صلحاء الاُمّة وأتقيائها التابعين للإمام تبعية الضل لذي الضل.
وطائفه تطغى عليها نزعةُ الاعتداد بالرأي والاستبداد في الأمر ، والتدخّل في شؤون القيادة ، وكانوا يتصوّرون أنّه ليس بينهم وبين القائد ، فرق حتى بقدر الأنملة ، وهذا الشعور كان ظاهراً منهم في جميع مواقفهم من