بين أهله » (١).
وحاصل كلام الإمام : انّه لو كان صاحب الكبيرة كافراً لما صلّى عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا ورّثه من المسلم ، ولا مكّنه من نكاح المسلمات ، ولا قسَّم عليه من الفيء ولأ خرجه عن لفظ الإسلام (٢).
إلى هنا تمّ البحث عن كون مرتكب الكبيرة مؤمناً أو كافراً ، فحان الآن البحث عن الجهة الثالثة وهي : انّ مرتكب الكبيرة هل هو مخلّد في النار ـ إن لم يتب ـ أو أنّه يخرج منها بعد دخوله فيها وإنّما التأبيد للكافرين؟
ذهب جمهور المسلمين إلى أن الخلود يختصّ بالكافر دون المسلم وإن أثم وركب الكبيرة ، وذهبت الخوارج والمعتزلة د إلى خلوده في النار إذامات بلا توبة. وبما أنّ المقام مختصّ بدراسة أدلّة الخوارج في ا لمسألة ، نكتفي ببيان أدلّتهم وأمّا ما استدلّ به جمهور المسلمين على عدم الخلود فيطلب من محلّه. فنقول : استدلّوا بآيات :
١ ـ قوله سبحانه : ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَـلِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (٣) ولا شكّ انّ الفاسق ممّن عصى الله ورسوله بترك الفرائض وإرتكاب المعاصي.
يلاحظ عليه : أنّ الموضوع ليس مطلق العصيان ، بل العصيان المنضم إليه
__________________
١ ـ الرضي : نهج البلاغة ، الخطبة ١٢٧.
٢ ـ ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة ٨ / ١١٣ ـ ١١٤.
٣ ـ النساء : ١٤.