تقطع الأواصر الروحية بالشفيع فمثل هذا الشخص لاينال الشفاعة ، ولايرضى الرب بشفاعة الشفيع في حقّه ، وقد أوضحنا حقيقة الشفاعة وشروطها في موسوعتنا التفسيرية ، وقمنا بالذّبّ عن الاشكالات التي تثار حولها من جانب المعتزلة أو بعض المفكّرين الجدد (١).
اتّفقت الخوارج حتى الاباضية على أنّ ارتكاب الكبيرة موجب للكفر ، ولكن المتطرّفين يرونه خروجاً عن الملّة ، ودخولا في الكفر والشرك ، ولكن الاباضية لاعتدالهم ، يرونه كفر النعمة ، فالمسلم الفاسق كافر عندهم لكن كفر النعمة ، ولأجل التعرّف على حقيقة مرامهم نأتي بنص بعض كُتّابِهم ، وإن كان طويلا مفصّلا :
يقول علي يحيى معمّر :
« يحسب كثير ممّن لا علم له أنّ الاباضية ممّن يتّفقون مع الخوارج في تكفير العصاة كفر شرك ، ولايعرفون أنّ الاباضية يطلقون كلمة الكفر على عصاة الموحّدين الذين ينتهكون حرمات الله ، ويقصدون بذلك كفر النعمة ، أخذاً من الآيات الكريمة التي أطلقتها في أمثال هذه المواضيع واستناداً إلى أحاديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم :
( وِلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلا ومنْ كَفَرَ فَإنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمِيْنَ ) (٢).
( لِيَبْلُوَنِي ءَأَشْكُرُ اُمْ أَكْفُرُ ومنْ شَكَرَ فَإنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ومنْ كَفَرَ فَإنَّ رَبِّي
__________________
١ ـ لا حظ : مفاهيم القرآن ٤ / ١٥٦ ـ ٢٧٩.
٢ ـ آل عمران : ٩٧.