متّفقان في المادة ، وأضاف أنّ الكتاب ورد إلى أبي بيهس وعبدالله بن اباض ، فأقبل أبوبيهس على ابن اباض فقال : إنّ نافعاً غلا فكفر وانّك قصّرت فكفرت (١).
هذا هو عبدالله بن اباض ، وهذه زمالته مع نافع بن الأزرق وهذا فراقه له في مسألة تكفير المسلمين كفر ملّة ودين ، وهذه اباحته دماء المسلمين (بعد اتمام الحجّة) ولأجل هذه المرونة بين الاباضية ، يقول المبرّد : إنّ قول عبدالله بن اباض أقرب الأقاويل إلى أهل السنّة من أقاويل الضلال.
ثمّ إنّ هناك أوهاماً حول الرجل في كتب الفِرق والتواريخ :
١ ـ خرج ابن اباض في أيام مروان بن محمّد (٢) وهذا وهم فقد مات قبل أيام مروان بأربعين عاماً.
٢ ـ وقال الزبيدي : كان مبدأ ظهوره في خلافة مروان الحمار (٣).
٣ ـ وقال المقريزي : إنّه من غلاة المحكّمة وانّه خرج في أيام مروان ، ثمّ قال : ويقال : إنّ نسبة الاباضية إلى اباض ـ بضم الهمزة ـ وهي قرية باليمامة نزل بها نجدة بن عامر(٤).
وكلا الأمرين يدلاّن على أنّه ظهر بين سنتي ١٢٧ ـ ١٣٢ ، أيام حكم مروان وهو لايتّفق مع ما عليه الاباضية على أنّ وفاته كانت في أيام عبدالملك بن مروان.
__________________
١ ـ المبرّد : الكامل ٢ / ٢١٣ ـ ٢١٤ وقد مرّ ـ كتاب ابن الأزرق ـ إليهما عند البحث عن البيهسية ، فلاحظ.
٢ ـ نقله خير الدين الزركلي في الاعلام ٤ / ١٨٤ ، عن هامش الأغاني : ٣٣٠ من المجلد السابع.
٣ ـ الزبيدي : تاج العروس ، مادة ابض.
٤ ـ المقريزي : الخطط ٢ / ٣٥٥.