وقال الشهرستاني : عبدالله بن اباض الذي خرج في أيام مروان بن محمّد (١).
ولعلّ وجه اشتباههم هو : وقوع فتنة الاباضية في أواخر حكومة مروان بن محمّد ، وكان في رأس الفتنة عبدالله بن يحيى الجندي الكندي الحضرمي طالب الحق وكان اباضياً.
قال ابن العماد : وفي سنة ١٣٠ كانت فتنة الاباضية وهم المنسوبون إلى عبدالله بن اباض. قال : مخالفونا من أهل القبلة كفّار ، ومرتكب الكبيرة موحّد غير مؤمن ، بناءً على أنّ الأعمال داخلة في الإيمان ، وكفّروا عليّاً وأكثر الصحابة ، وكان داعيتهم في هذه الفتنة عبدالله بن يحيى الجندي الكندي الحضرمي (طالب الحق) ، وكانت لهم وقعة بقديد مع عبدالعزيز بن عبدالله بن عمرو بن عثمان فقتل عبدالعزيز ومن معه من أهل المدينة ، فكانوا سبعمائة أكثرهم من قريش منهم : تخرمة بن سليمان الوالبي ، روى عن عبدالله بن جعفر وجماعة ، وبعدها سارت الخوارج إلى وادي القرى ولقيهم عبدالملك السعدي فقتلهم ولحق رئيسهم إلى مكّة فقتله أيضاً ، ثمّ سار إلى تبالة ـ وراء مكّة بستّ مراحل ـ فقتل داعيتهم الكندي (٢).
ومن الأوهام ما ذكره ابن نشوان الحميري عن أبي القاسم البلخي المعتزلي : انّ عبدالله لم يمت حتى ترك قوله أجمع ، ورجع إلى الاعتزال (٣) ، والرجل توفّي ولم يكن للاعتزال أي أثر ، فإنّ رأس الاعتزال هو واصل بن عطاء الذي ولد عام ٨٠.
ثمّ إنّ الاباضية انقسمت إلى فرق خرجوا عن الاعتدال والمرونة ومالوا
____________
١ ـ الشهرستاني : الملل والنحل ١ / ١٣٤.
٢ ـ ابن عماد الحنبلي : شذرات الذهب ١ / ١٧٧.
٣ ـ ابن نشوان الحميري : الحور العين ١٧٣.