ثلاثمائة فارس فأتى أرض مسكن من السواد فسيَّر إليه زياد خيلا عليها سعد بن حذيفة أو غيره فقتلوهم ، وقد صاروا إلى مائة (١).
١٢ ـ خروج معاذ الطائي : وخرج على زياد أيضاً رجل من طي يقال له معاذ ، فأتى نهر عبدالرحمن بن اُمّ الحكم في ثلاثين رجلا في سنة ٥١ ، فبعث إليه زياد من قتله وأصحابه ، وقيل بل حلّ لواءه واستأمن (٢).
١٣ ـ خروج طواف بن غلاق : توفّي زياد بن أبيه بالكوفة في شهر رمضان سنة ٥٣ ، ثمّ إنّ معاوية ولّى ابنه عبيدالله بن زياد على البصرة عام ٥٥ فكانت سيرته مع الخوارج نفس سيرة أبيه ، فاشتدّ عليهم وقتل منهم جماعة كثيرة ، فقد بلغه أنّ قوماً من الخوارج بالبصرة يجتمعون إلى رجل اسمه « جدار » فيتحدّثون عنده ويعيبون السلطان ، فأخذهم ابن زياد فحبسهم ، ثم دعا بهم وعرض عليهم أن يقتل بعضهم بعضاً ويخلّي سبيل القاتلين ، ففعلوا ، فأطلقهم ، فكان ممّن قتل طواف ، فعذلهم أصحابهم وقالوا : قتلتم اخوانكم؟ قالوا : اُكْرِهْنا وقد يكره الرجل على الكفر وهو مطمئن بالايمان ، وندم طواف وأصحابه ، فقال طواف : أما من توبة؟ فكانوا يبكون وعرضوا على أولياء من قتلوا ، الدية ، فأبوا ، وعرضوا عليهم القود ، فأبوا.
ثم لقى طواف ، ابن ثور السدوسي ، فقال له : أماترى لنا من توبة؟ فقال : ما أجد لك إلاّ آية في كتاب الله عزّوجلّ : ( ثُمّ إنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجروا مِنْ بَعْدِ مافُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وصبَرُوا اِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحيِمٌ ) (٣).
فدعا طواف أصحابه إلى الخروج وإلى أن يفتكوا بابن زياد ، فبايعوه في سنة
__________________
١ ـ ابن الاثير : الكامل في التاريخ ٣ / ٢٤٤.
٢ ـ ابن الاثير : الكامل في التاريخ ٣ / ٢٤٤.
٣ ـ النحل : ١١٠.