في زمن مصعب بن الزبير لمّا ولي العراق نيابة عن أخيه : عبد الله بن الزبير ، وكانت ولاية مصعب في سنة ست وستين للهجرة ، قيل : بقى قطري عشرين سنة يقاتِل ويسلم عليه بالخلافة وهو يستظهر عليهم. ولم يزل إلى أن توجّه إليه سفيان بن الأبرد الكلبي فظهر عليه وقتله في سنة ثمان وسبعين للهجرة.
وهو معدود في جملة الخطباء العرب المشهورين بالبلاغة والفصاحة (١).
نقل الجاحظ خطبة واحدة منه ، والتأمّل فيها يعرب أنّه كان منطيقاً ذلق اللسان ، قال فيها : أمّا بعد فإنّي اُحذّركم الدنيا ، فإنّها حلوة خضرة ، حُفَّت بالشهوات ، وراقت بالقليل ، وتحبّبت بالعاجلة ، وحلِيتْ بالآمال ، وتزيّنت بالغرور ، لاتدوم حبرتها ، ولا تؤمن فجعتها ، غرّارة ضرّارة ، خوَّانة غدّارة (٢).
روي أنّ الحجاج قال لأخيه : لأقتلنّك ، فقال : لم ذلك؟ قال : لخروج أخيك ، قال فإنّ معي كتاب أمير المؤمنين (يريد عبد الملك) أن لا تأخذني بذنب أخي ، قال : هاته ، قال : فمعي ما هو أوكد منه ، قال : ما هو؟ قال : كتاب الله عزّوجل يقول : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) (٣) فعجب منه وخلّى سبيله (٤).
وترجمه خير الدين الزركلي في الأعلام (٥) ويظهر فيما نقله من تاريخ الطبري أنّه توفّي سنة ٧٧ هـ. والله العالم.
عمران بن حطّان السدوسي البصري الخارجي ، روى عن عائشة ، وعنه
____________
١ ـ ابن خلكان : وفيات الأعيان ٤ / ٩٤ ـ ٩٥.
٢ ـ الجاحظ : البيان والتبيين ٢ / ١١٢.
٣ ـ الأنعام : ١٦٤.
٤ ـ ابن خلكان : وفيات الأعيان ٤ / ٩٤ ـ ٩٥.
٥ ـ الاعلام : ٥ / ٢٠٠.