فقتل الأشهب واصحابه في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين.
٥ ـ ثم خرج سعيد بن قفل التميمي في رجب بـ « البندجين » ومعه مائتا رجل فأتى « درزنجان » وهي من المدائن على فرسخين ، فخرج إليهم سعد بن مسعود فقتلهم في رجب سنة ثمان وثلاثين.
٦ ـ ثم خرج أبو مريم السعدي التميمي فأتى « شهرزور » وأكثر من معه من الموالي ، وقيل لم يكن معه من العرب غير ستة نفر هو أحدهم ، واجتمع معه مائتا رجل وقيل أربعمائة ، وعاد حتى نزل على خمسة فراسخ من الكوفة ، فأرسل اليه عليّ يدعوه إلى بيعته ودخول الكوفة ، فلم يفعل ، قال : ليس بيننا غير الحرب ، فبعث إليه عليّ شريح بن هاني في سبعمائة ، فحمل الخوارج على شريح وأصحابه فانكشفوا ، وبقي شريح في مائتين فانحاز إلى قرية ، فتراجع بعض أصحابه ، ودخل الباقون الكوفة ، فخرج عليّ بنفسه وقدم بين يديه جارية بن قدامة السعدي ، فدعاهم جارية إلى طاعة عليّ ، وحذّرهم القتل فلم يجيبوا ، ولحقهم عليّ أيضاً فدعاهم فأبوا عليه وعلى أصحابه ، فقتلهم أصحاب علي ولم يسلم منهم غير خمسين رجلا استأمنوا فأمنهم ، وكان في الخوارج أربعون رجلا جرحى فأمر عليّ بادخالهم الكوفة ومداواتهم حتى برئوا ، وكان قتلهم في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين ، وكانوا من أشجع من قاتل من الخوارج ولجرأتهم قاربوا الكوفة (١).
قتل الإمام رؤوس الخوارج واستأصلهم ، وقد نجت فئة منهم وتواروا في البلاد كما انّ من كان به رمق منهم ، دفعهم الإمام إلى عشائرهم ليداووهم ، ولكن
__________________
١ ـ ابن الأثير : الكامل ٣ / ١٨٧ ـ ١٨٨.