الازارقة
لمّا هلك معاوية ، تنّفس أهل الكوفة الصعداء ، فاجتمعت شيعتهم على تسليم مقاليد الخلافة للحسين عليهالسلام فبايعوه وكاتبوه ، واستقدموه حتى يتسلّم الأمر ، فلمّا غادر الحسين المدينة ومكّة ، متوجّهاً إلى العراق خذلته الشيعة وقصّروا في نصرته ، فلمّا بلغهم قتل الحسين واستشهاده ، قام أهل المدينة بخلع يزيد عن الخلافة وأخرجوا واليه مروان بن الحكم عن المدينة ، ثمّ إنّ عبدالله بن الزبير استغلَّ الظروف ، فدعا إلى البيعة لنفسه من داخل البيت الحرام ، وكانت نتيجة ذلك أن طرد عمّال يزيد من أرض الحجاز ، فخضعت المنطقة كلّها لعبدالله بن الزبير ، ثمّ إنّ يزيد بن معاوية لمّا وقف على خطورة الموقف بعث بأشقى عُمّالِه وأغلظهم « مسلم بن عقْبَة » إلى المدينة فلمّا