٤ ـ دولة قامت في الأندلس ولا سيّما في جزيرتي « ميورقة » و « مينورقة » ، و« ليس لدينا من أخبارهم الكثير وقد انتهت يوم انتهت الأندلس وأطفأ التعصّب الغربي شعلة الإسلام في تلك الديار » (١).
هذه الاباضية ، وهذا ماضيهم وحاضرهم ، وقد قدمّنا إليك صورة موجزة من تاريخهم ، ونشوئهم وحروبهم وشخصياتهم وعقائدهم ، وقد جرّدنا أنفسنا عن كل نزعة نفسانية تعرقلنا عن الوصول إلى الحق ، والله وراء القصد.
وقد حان لنا انجاز الوعد الذي سبق منّا ، وهو نشر ما كتبه « عبدالله بن اباض » إلى عبدالملك بن مروان ، وإليك نصُّه :
رسالة عبدالله بن أباض
إلى عبدالملك بن مروان
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالله بن أباض إلى عبدالملك بن مروان : سلام عليك. فإنّي أحمد إليك الله الذي الا إله إلاّ هو واصويك بتقوى الله فإنّ العاقبة للتقوى والمرد إلى الله ، واعلم أنّه إنّما يتقّبل الله من المتّقين.
أمّا بعد ، جاءني كتابك مع سنان بن عاصم ، وإنّك كتبت إليَّ أن أكتب إليك بكتاب ، فكبت به إليك ، فمنه ما تعرف ومنه ماتنكره ، زعمت أنّما عرفت منه ما ذكرت به من كتاب الله وحضضت عليه من طاعة الله ، واتّباع أمره ، وسنّة نبيّه ، وأمّا الذي أنكرت منه فهو عندالله غير منكر. وأمّا ما ذكرت من عثمان والذي عرضت به من شأن الأئمّة وأنّ الله ليس ينكر عليه أحد شهادته في كتابه بما أنزله على رسوله أنّه من لم يحكم بما أنزل الله فاُولئك هم الظالمون
__________________
١ ـ علي يحيى معمّر : الاباضية بين الفرق الاسلامية ١ / ٩٢ ـ ٩٣.