كانت حرب الإمام في النهروان ، حرباً طاحنةً ، قتل رجال العيث والفساد ، واستأصل شافتهم ، وقضى على رؤوسهم ، ولكن لم يكن الخوارج كلّهم متواجدين فيها ، بل كانوا متفرّقين في البصرة ، والنقاط المختلفة من العراق ، فقاموا بانتفاضات ضدّ عليّ وعمّاله ، وكانت الحسرة والخيبة نصيبهم ، وإليك ما وقعت منها في العهد العلوي صلوات الله عليه.
جاء الخريت بن راشد الناجي إلى عليّ فقال له ـ وقد جرّده من إمارة المؤمنين ـ : « يا عليّ ، والله لااُطيع أمرك ولااُصلّي خلفك ، وإنّي غداً مفارق لك ، وذلك بعد تحكيم الحكمين ». فناظره علي وحاول اقناعه ، فلم
__________________
١ ـ ذكر خروج الخريت الناجي ، الطبري في تاريخه ٤ / ٨٦ ـ ١٠٠ ، وابن هلال الثقفي في غاراته ٢١ ، والمسعودي في مروجه ٣ / ١٥٩ ، والجزري في تاريخه ٣ / ١٨٣ ـ ١٨٧ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٣ / ١٢٨ ـ ١٤٨ ، ولمّا كانت القصة طويلة لاتناسب بحث الملل والنحل نقلناها ملخّصاً وقد لخّصها الدكتور نايف معروف في كتابه : الخوارج في العصر الأموي ١٠٠ ـ ١٠١ ، وأتبعنا تلخيصه.