تقولين : اقتلوا نعثلا فقد كفر. قالت : إنّهم استتابوه ، ثم قتلوه ، ولقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل ، فقال لها : ابن اُمّ كلاب :
منك البداء ومنك الغير |
|
و منكَ الرياح ومنكِ المطر |
و انتِ أمرتِ بقتل الإمام |
|
و قلتِ لنا أنّه قد كفر |
فهبنا اطعناكَ في قتله |
|
و قاتلُه عندنا مَنْ اَمَر |
و لم يسقط السيف من فوقنا |
|
ولم تنكسف شمسنا والقمر |
فانصرفت إلى مكّة فنزلت على باب المسجد فقصدت الحِجْرَ وسترت ، واجتمع إليها الناس فقالت : يا أيّها النّاس انّ عثمان قد قتل مظلوماً والله لأطلبّن بدمه (١).
ثم إنّ طلحة والزبير بعدما استأذنا عليّاً غادرا المدينة ونزلا مكة ، وكانت بينهما وبين عائشة صلة وثيقة يتآمرون ضد عليّ فلمّا بلغ عليّاً مؤامرة الزبير وطلحة وانّهما نكثا ايمانهما وعلى أهبة المكافحة معه ، أشار بعض أصحابه أن لايتبعهما فأجاب علي بقوله : « والله لاأكون كالضبع تَنام على طول اللّدم ، حتى يصلَ إليها طالبها ، ويختلها راصدها ، ولكن أضرب بالمقبل إلى الحق ، المدبَر عنه ، وبالسامع المطيع ، العاصي المريب أبداً ، حتى يأتي عليّ يومي » (٢).
اتّفق المؤامرون ومعهم جماعة من أعداء الامام ، على أن يرتحلو إلى البصرة ، ويّتخذوها مقرّاً للمعارضة المسلّحة.
__________________
١ ـ ابن قتيبة : الإمامة والسياسة ١ / ٤٩. الطبري : التاريخ ٣ / ٤٧٧.
٢ ـ الرضي : نهج البلاغة ، خطبة ٦.