سياسة معاوية مع الخوارج فيقاتلهم تارة ويعفو عنهم اُخرى ، يقول الطبري : بعث معاوية المغيرة بن شعبة والياً على الكوفة ، فأحبّ العافية وأحسن في الناس السيرة ولم يفتّش أهل الأهواء عن أهوائهم ، وكان يؤتى فيقال له : إنّ فلاناً يرى رأي الشيعة ، وإنّ فلاناً يرى رأي الخوارج ، فكان يقول : قضى الله أن لا تزالون مختلفين ، وسيحكم الله بين عباده في ماكانوا فيه يختلفون ، فأمنه الناس (١). وإليك بعض مواجهاته مع الخوارج.
٣ ـ خروج معين الخارجي : بلغ المغيرة أنّ معين بن عبدالله يريد الخروج فأرسل إليه وعنده جماعة فاُخذ وحبس ، وبعث المغيرة إلى معاوية يخبره أمره ، فكتب إليه : إنْ شهد أنّي خليفة فخلّ سبيله ، فأحضره المغيرة وقال له : أتشهد أنّ معاوية خليفة وانّه أمير المؤمنين؟ فقال : أشهد أنّ الله عزّوجلّ حقّ وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها وانّ الله يبعث من في القبور ، فأمر به فقتل (٢).
٤ ـ خروج أبي مريم مولى بني الحرث بن كعب : ثم خرج أبو مريم مولى بني الحرث بن كعب ومعه امرأتان قطام وكحيلة ، وكان أوّل من أخرج معه النساء ، فعاب ذلك عليه أبو بلال بن أديه ، فردّه أبو مريم بأنّه قد قاتل النساء مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومع المسلمين بالشام ، وسأردّهما ، فردّهما ، فوجّه إليه المغيرة جابر البجلي ، فقاتله فقتل أبو مريم وأصحابه بـ « بادوريا » (٣).
٥ ـ خروج أبي ليلى : وكان أبو ليلى رجلا أسود طويلا ، فأخذ بعضادتي
____________
١ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ١٣٢.
٢ ـ ابن الاثير : الكامل ٣ / ٢٠٦.
٣ ـ ابن الاثير : الكامل ٣ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧.