فقال : لئن رأيت شبيباً أو بلغني أنّه ببابي لأهلكنّكم ، أخْرِجوه من بلدكم ، وكان شبيب إذا جنّ عليه الليل خرج فلم يلق أحداً إلاّ قتله ، فلمّا ولي المغيرة بن شعبة الكوفة ، خرج عليه بالطفّ قريب الكوفة ، فبعث إليه المغيرة خيلا عليها خالد بن أرفطة ، وقيل معقل بن قيس ، فاقتتلوا فقتل شبيب وأصحابه (١).
هذه عبرة خاطفة عن ثورات الخوارج في الكوفة ، قبل أن يولّى المغيرة بن شعبة من قبل معاوية ، وبعدما تولّى هو الكوفة كانت لهم ثورات أخمدها المغيرة بدهائه وسيفه وإليكها مجملة :
غادر معاوية الكوفة إلى الشام واستعمل عبدالله بن عمرو بن العاص على الكوفة ، فأتاه المغيرة بن شعبة فقال له : استعملت عبدالله على الكوفة ، وأباه على مصر ، فتكون أميراً بين نابي الأسد ، فعزله عنها واستعمل المغيرة على الكوفة ، ولمّا بلغ عمرو ما قاله المغيرة ، دخل على معاوية فقال : استعملت المغيرة على الخراج فيغتال المال ولا تستطيع أن تأخذه منه ، استعمل على الخراج رجلا يخافك ويتّقيك ، فعزله عن الخراج واستعمله على الصلاة.
فلقى المغيرة عمرو ، فقال عمرو : أنت المشير على أميرالمؤمنين بما أشرت به في عبدالله؟ قال : نعم. قال : هذه بتلك (٢) وكان المغيرة يمثّل
__________________
١ ـ ابن الاثير : الكامل ٣ / ٢٠٦.
٢ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ١٢٧. ابن الاثير : الكامل ٣ / ٢٠٦. هؤلاء هم الصحابة العدول الذين يؤخذ عنهم الدين والفتوى!!.