عليّاً :
يا ضربة من منيب ما أراد بها |
|
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا |
إنّي لأذكره يوماً فأحسبه |
|
أوفى الربية عند الله ميزانا |
قال عبدالقاهر (البغدادي) : وقد اجبناه عن شعره هذا بقولنا :
يا ضربة من كفور ما استفاد بها |
|
إلاّ الجزاء بما
يصليه نيرانا |
إنّى لألعنه ديناً
، وألعن من |
|
يرجو له أبداً
عفواً وغفرانا |
ذاك الشقي لأشقى
الناس كلّهم |
|
أخفّهم عند ربّ
الناس ميزانا (١) |
هذه هي اُصول فرق الخوارج المتطرّفين وأمّا سائر الفرق فكلّها مشتقّة منها بسبب اختلاف غير هامّ في التخطيط والتطبيق ، لا في المبدأ والأصل ، وأمّا الاباضية ، فلم يكونوا بهذا التطرّف ، ولأجل ذلك أسماهم سائر الفرق باسم « القعدة » لأنّهم قعدوا عن الجهاد في سبيل الله بمحاربة الولاة والحكّام الظالمين.
يقول « الدكتور رجب محمّد » : قد تطّورت الأحوال في جماعة المحكّمة الذين ظلّوا على عدائهم وصدامهم مع الدوله الأموية إلى الانقسام إلى فرق ثلاث : هي الأزارقة ، والنجدات ، والبيهسية منذ عام ٦٤ ، واُضيفت إليها الفرقة الرابعة وهي الفرقة المعروفة باسم الصفرية منذ عام ٧٥ ، واتّفقت هذه الفرق الأربع فيما بينهم على آراء ، وكفّر بعضهم بعضاً ، واصطدموا بالدولة الأموية مرّات عديدة ، وتصدّت لهم قوات الخلافة وأخضعت شوكتهم وقضت على زعمائهم ، وكان ذلك على يد المهلّب بن أبي صفرة المعاني وعلى يد قومه من
__________________
١ ـ البغدادي : الفَرق بين الفِرق ٩٣.