الأزد العمانيين ، وعندما حاول بعض زعمائهم اللجوء إلى عمان ، تصدّى لهم العمانيون وقاتلوهم وقتلوهم (١).
وعلى كل تقدير فالفرقة الباقية من الخوارج تلعن الفرق الأربع وتتبرّأ منها ، وإليك نصّ بعضهم في هذا الشأن :
لقد حرص ابن اباض في رسالته إلى عبدالملك بن مروان أن يقرّر رأيه بصراحة في ابن الأزرق ... فذكر فيها قوله :
« أنا براء إلى الله من ابن الأزرق وصنيعه وأتباعه. لقد كان حين خرج على الإسلام فيما ظهر لنا ، ولكنّه أحدث وارتدّ وكفر بعد اسلامه فنبرأ إلى الله منهم » (٢).
وقد عرض القلهاتي بالتحليل لآراء الأزارقة :
« الأزارقة إمامهم أبو راشد نافع بن الأزرق ، وهو أوّل من خالف اعتقاد أهل الاستقامة ، وشقّ عصى المسلمين ، وفرّق جماعتهم ، وانتحل الهجرة ، وسبى أهل القبلة ، وغنم أموالهم ، وسبى ذراريهم ، وسنَّ تشريك أهل القبلة ، وتبّرأ من القاعد ولو كان عارفاً لأمره تابعاً لمذهبه ، واستحلّ اعتراض الناس بالسيف ، وحرّم مناكحتهم وذبائحهم وموارثتهم ، وابتدع اعتقادات فاسدة وآراء حائدة خالف فيها المسلمين أهل الاستقامة في الدين » (٣).
وقد تعرَّض كذلك لسائر فرق الخوارج الاُخرى فقال :
« وجميع أصناف الخوارج ـ غير أهل الاستقامة (الأباضية) ـ اجتمعوا
__________________
١ ـ الدكتور رجب محمّد عبدالحليم (استاذ التاريخ بجامعة القاهرة وجامعة السلطان قابوس) : الاباضية في مصر والمغرب : ١٤.
٢ ـ البرادي : الجواهر المنتقاة (رسالة ابن اباض) ١٥٦ ـ ١٦٧. ويأتي نصّ الرسالة في محلّها.
٣ ـ القلهاتي : الكشف والبيان ٢ / ٤٢٣.