على تشريك أهل القبلة ، وسبي ذراريهم ، وغنيمة أموالهم ، ومنهم من يستحل قتل السريرة والعلانية ، واعتراض الناس بالسيف على غير دعوة ، ومنهم من يستحلّ قتل السريرة ، وهم مختلفون فيما بينهم ، يقتل بعضهم بعضاً ، ويغنم بعضهم مال بعض ، ويبرأ بعضهم من بعض ، وانتحلوا الهجرة ، وحرّموا موارثتهم ، ومناكحتهم ، وأكل ذبائحهم » (١).
إنّ الخوارج قد شوّهُوا محاسنَ الدين الإسلامي تشويهاً غريباً ، فإنَّ هذا الاغراق في التأويل والاجتهاد أخرجهم عن روح الإسلام وجماله واعتداله ، وهم في تعمّقهم قد سلكوا طريقاً ما قال به محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا دعا إليه القرآن ، وأمّا التقوى التي كانوا يَظْهرون بها فهي من قبيل التقوى العمياء ، والصلاح ، الذي كانوا يتزينون به في الظاهر ، كان ظاهر التأويل بادئ الزخرفة ، وقد طمعوا في الجنة وأرادوا السعي لها عن طريق التعمق والتشدد والغلوّ في الدين ، غلّواً أخرجهم منه ، ومجاوزة الحدِّ ، تُوقع في الضد (٢).
__________________
١ ـ صالح بن أحمد الصوافي : الإمام جابر بن زيد العماني : ٢١٥ ـ ٢١٦.
٢ ـ عمر ابو النضر : الخوارج في الاسلام : ١١١.