الضحاك بن قيس مذكور في التاريخ بما أنّه قائد عسكري قد دوّخ الدولة الأموية في عصره ، ولم يوصف بشيء من العلم والشعر والأدب سوى القيادة ، وقد نقل ابن الأثير حروبه مع الأمويين واليك خلاصة ما ذكره في تاريخه على نحو يوقفه على ترجمة الرجل على نحو الاجمال :
أرسل مروان بن محمد ـ آخر الخلفاء الأمويين ـ جيشاً لحرب الضحاك سنة سبع وعشرين ومائة ، فالتقوا بالنخيلة فاقتتلوا قتالاً شديداً وانتصر الضحاك عليهم ، ودخل ضحاك الكوفة مستولياً عليها (١).
ثم سار الضحاك من الكوفة إلى واسط يريد حرب فلول المنهزمين ، وكانوا قد استعدّوا لحربه ، فتحاربوا شعبان وشهر رمضان وشوال والقتال بينهم متواصل.
ثمّ اصطلحوا وذهب الضحاك إلى الكوفة (٢) ، وكاتب أهل الموصل ليقدم عليهم ليمكّنوه منها فسار بجماعة من جنوده بعد عشرين شهراً حتى انتهى إليها ففتح أهل البلد ، فدخلها الضحاك وقتل الوالي عليها من قبل مروان وعدّة يسيرة كانوا معه وذلك بعد أن حاربوه.
وبلغ مروان خبره وهو محاصر حمص ، مشتغل بقتال أهلها ، فكتب إلى ابنه عبد الله وهو خليفته في الجزيرة ، يأمره أن يسير إلى نصيبين في من معه يمنع الضحاك من توسّط الجزيرة ، فسار إليها في سبعة آلاف أو ثمانية آلاف ، وسار الضحّاك ومعه ما يزيد على مائة ألف. ووجّه قائدين من قواده إلى السرقة في أربعة آلاف أو خمسة آلاف ، فقاتله بها ، فوجّه إليهم مروان من أبعدهم عن
__________________
١ ـ ابن الاثير : الكامل ٥ / ٣٣٢ ـ ٣٣٦.
٢ ـ ابن الاثير : الكامل ٥ / ٣٤٩.