١٠ ـ خروج قريب بن مرة وزحّاف الطائي : خرج هذان الرجلان في أمارة زياد بالبصرة فاعترضا الناس فلقيا شيخاً ناسكاً من بني ضبيعة فقتلاه ، فخرج رجل من بني قطيعة من الأزد وفي يده السيف ، فناداه الناس من ظهور البيوت الحرورية : اُنج بنفسك ، فنادوه (قريب وزحاف ومن معهما) : لسنا حرورية ، نحن الشرط ، فوقف فقتلوه. ثم جعلا لا يمرّان بقبيلة إلاّ قتلا من وجدا.
حتّى مرّا على بني علي بن سود من الأزد وكانوا مائة فرموهم رمياً شديداً فصاحوا : يا بني علي ، البُقْيا ، لارماء بيننا ، قال رجل من بني علي
لا شيء للقوم سوى السهام |
|
مشحوذةً في غلس الظلام |
ففرّ عنهم الخوارج ، إلى أن واجهوا بنو طاحية من بني سود ، وقبائل من مزينة وغيرها ، ووقع الحرب ، فقتل الخوارج عن آخرهم ، وقتل قريب وزحاف وقد كان عمل هؤلاء منفِّراً على حدّ ، تبرّأ عنهم بعض الخوارج ، ونقل ابن أبي الحديد عن أبي بلال مرداس بن اُدَيَّة انّه قال : قريب ، لاقرّبه الله ، وزحاف لاعفا الله عنه ، ركباها عشواء مظلمة ـ يريد اعتراضهما الناس ـ. ونسب الطبري هذا القول إلى سعيد بن جبير (١).
وقال الجزري : واشتد زياد في أمر الخوارج فقتلهم ، وأمر سمرة بذلك فقتل منهم بشراً كثيراً ، وخطب زياد على المنبر وقال : والله لتكفّنّني هؤلاء ، أو لأبدأنَّ بكم ، والله لإن اُفِلتَ منهم رجل ، لاتأخذون العام من عطياتكم درهماً ، فثار الناس بهم فقتلوهم (٢).
١١ ـ خروج زياد بن خراش العجلي : خرج زياد بن خراش العجلي في
__________________
١ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ١٧٦ ـ ١٧٧. ابن أبي الحديد : الشرح ٤ / ١٣٥. المبرد : الكامل ٢ / ١٨٠.
٢ ـ ابن الاثير : الكامل في التاريخ ٣ / ٢٢٩.