يوحّد ولا يتبعّض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلاّ هو الكبير المتعال.
فبكى ابن الأزرق ، وقال : يا حسين ما أحسن كلامك؟ قال له الحسين : بلغني أنّك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعليّ؟ قال ابن الأزرق : أما والله يا حسين لئن كان ذلك لقد كنتم منارالإسلام ونجوم الأحكام. فقال له الحسين : إنّي سائلك عن مسألة. قال : اسأل ، فسأله عن هذه الآية : ( وامّا الْجِدارَ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى الْمَدِينَةِ ) (١).
يا ابن الأزرق من حفظ في الغلامين؟ قال ابن الأزرق : أبوهما. قال الحسين : فأبوهما خير أم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال ابن الأزرق : قد أنبأنا الله تعالى أنّكم قوم خصمون (٢).
إنّ للأزارقة أهواء متطرّفة وبدعاً فظيعة وقد تشترك في بعضها مع سائر الفرق :
١ ـ قولهم : إنّ مخالفيهم من هذه الاُمّة مشركون ، وكانت المحكّمة الاُولى يقولون : إنّهم كفرة لامشركون.
٢ ـ قولهم : إنّ القعدة ـ ممّن كان على رأيهم ـ عن الهجرة إليهم مشركون.
٣ ـ اوجبوا امتحان من قصد عسكرهم إذا ادّعى أنّه منهم : أن يدفع إليه أسيراً من مخالفيهم ويأمره بقتله ، فإن قتله صدَّقوه في دعواه أنّه منهم ، وإن لم
__________________
١ ـ الكهف : ٨٢.
٢ ـ ابن عساكر : تاريخ مدينة دمشق. قسم حياة الإمام الحسين : ١٥٨. بتحقيق محمد باقر المحمودي ، والمجلسي : بحار الأنوار ٤ / ٢٩٧ (ذيل الحديث يحتاج إلى توضيح).