الأسف أن لاندري شيئاً عن مصير مسند ابن صبيح وعسى أن يهتم بذلك الباحثون عن نفائس المخطوطات ، ومن لطف الباري أن أبقى لنا مسند الربيع بن حبيب ، ثمّ من نعمه عليّ أن وفّقني لإعادة نشره مع شرح علاّمة عمان عبدالله بن حميد السالمي ولم يطّلع على المسند وشرحه في علماء مصر والشام والعراق إلاّ قليل.
قد ذكر أئمّة الحديث أنّ رتب الصحيح تتفاوت تفاوت الأوصاف المقتضية للصحيح ، وانّ المرتبة العلياما اطلق عليه بعض رجال الحديث أنّه أصح الأسانيد الثلاثية كسند الزهري عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه ، وسند إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود ، وسند مالك عن نافع عن ابن عمر ، وهو قول البخاري لأنّ هذه الأسانيد قصيرة السند وقريبة الاتصال بالينبوع المحمّدي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ويشبه هذه الثلاثة الذهبية سلسلة مسند الربيع بن حبيب وثلاثياته ... أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس ، ورجال هذه السلسلة الربيعية من أوثق الرجال وأحفظهم واصدقهم ، لم يشب أحاديثها شائبة انكار ولا ارسال ولاانقطاع ولااعضال.
ولمزايا هذه الثلاثيات اهتمّ كثير من أئمّة الحديث بتأليف الثلاثيات.
١ ـ ثلاثيات الإمام أحمد المطبوعة أخيراً بدمشق سنة ١٣٨٠ هـ ، وشرحها في جزأين الإمام محمّد السفاريني ، وعدد ثلاثياته خمسة وستون ومائة حديث.
٢ ـ ثلاثيات البخاري وهي في صحيحه ثنان وعشرون حديثاً.