كتبهم المنتشرة في هذه الأيام لغاية التعريف بهم.
عبدالله بن اباض المقاعسي المرّي التميمي من بني مرّة بن عبيد بن مقاعس ، رأس الاباضية وإليه نسبتهم ، وقد عاصر معاوية وعاش إلى أواخر أيّام عبدالملك بن مروان ، وكان ممّن خرج إلى مكّة لمنع حرم الله من مسلم بن عقبة المرّي (١) عامل يزيد بن معاوية.
اتّفق عبدالله بن اباض مع نافع واصحابه على أن يسألا عبدالله بن الزبير عن رأيه في عثمان ، لأنّ الخوارج يومذاك كانوا ملتفِّين حول عبدالله بن الزبير ، فلمّا سألوه وجدوه ، مخالفاً للعقيدة فتفرّقوا من حوله ، وذهبت طائفة من الخوارج إلى اليمامة وعدّة اُخرى إلى البصرة ، منهم ابن الأزرق وعبدالله بن اباض وعبدالله بن الصفار (٢).
ثمّ إنّ ابن الأزرق خرج على ثلاثمائة رجل عند وثوب الناس بعبيدالله بن زياد ، وتخلّف عنه عبدالله بن صفّار وعبدالله بن اباض ورجال معهما على رأيه ، وكتب إليهما ما ألقاه لأصحابه في خطابته وهو :
« إنّ الله قد أكرمكم بمخرجكم ، وبصَّركم ما عمى عنه غيركم. ألستم تعلمون أنّكم إنّما خرجتم تطلبون شريعته وأمره ، فأمره لكم قائد ، والكتاب لكم إمام ، وإنّما تتّبعون سننه واثره؟ فقالوا : بلى ، فقال : أليس حكمكم في وليّكم حكم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في وليّه ، وحكمكم في وعدوّكم حكم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في عدوّه ، عدوّكم اليوم عدوّالله وعدوّ
__________________
١ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ٤٣٨.
٢ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ٤٣٨.