كما أنّ الجلوس على هذا الوضع أفضل حال عند الدراسة ، أو تلاوة القرآن الكريم ، والاّتجاه إلى الله بالدعاء.
مقرّ العزّابة : المقرّ الرسمي للعزّابة يكون في المسجد ، ولذلك فلزام أن يكون في جانب من جوانب المسجد بيت خاص بالعزّابة ، ويستحسن أن يكون بعيداً عن مجالس الناس ، حتى لاتسمع المداولات التي تجري فيه ، وهذا البيت الخاص بهم لايجوز لغيرهم الدخول إليه مطلقاً ، ويتحتّم على الجدد منهم أن يقوموا بتنظيفه ومراقبته وفرشه وملاحظة جميع مايلزمه ، وفيه تحفظ وثائقهم فلايطّلع عليها أحد غيرهم. وجميع المداولات والمناقشات والمباحث التي تجري داخله تعتبر سرّيّة ، لايجوز اخراجها وافشاؤها لأيّ سبب من الأسباب ، ماعدا القرارات التي تّتخذ للتنفيذ فيتولّى الشيخ اعلانها ، وقد ينوب عنه أحد الأعضاء الآخرين ، ولايجوز للعزّابة أن يناقشوا أي موضوع في غيرمقرّهم الرسمي ، وبعد أن ينتهوا إلى قرار في أي موضوع يحق لهم أن ينتقلوا إلى مكان آخر لتنفيذ ذلك القرار ، إذا كان تنفيذه يقتضي منهم الانتقال ، وإذا أصدروا أمراً في شأن من الشؤون الاجتماعية للبلد ، كتحديد المهور ، أو تحديد الأسعار ، أوبدء العمل في المواسم الزراعية ، أو ما شاكل ذلك ، فلم يستجب الجمهور لقرارهم ، اعتصموا في مقرّهم ، ولزموا المسجد دون أن يقوموا بأعمالهم المعتادة ، وامتنعوا من دخول الأسواق والبلد ، حتى يستجيب الناس للحكم ، ويقوموا بتنفيذ الأمر ، ولم تحدث مثل هذه الحالة عند الاباضية في ليبيا ، إلاّ عدداً قليلا من المرّات ، استجاب فيها الناس لأمر العزّابة بأسرع مايمكن ، بل لقد كان الناس يسارعون حين يسمعون بمثل هذا الموقف من العزّابة ، فيقنعون بعضهم ، ويبلّغون موافقتهم إلى المجلس قبل حضور وقت الصلاة الثانية ، فتسيرالاُمور في معتادها.