باب المسجد بالكوفة وفيه عدّة من الأشراف ، وحكم بصوت عال ، فلم يعرض له أحد ، فخرج وتبعه ثلاثون رجلا من الموالي ، فبعث إليه المغيرة معقل بن قيس الرياحي فقتله بسواد الكوفة سنة اثنتين وأربعين (١).
٦ ـ خروج المستورد : إنّ الخوارج في أيّام المغيرة بن شعبة فزعوا إلى ثلاثة نفر ، ١ ـ المستورد بن علفة التيمي ٢ ـ حيان بن ظبيان السلمي ٣ ـ معاذ بن جوين الطائي ، فاجتمعوا في منزل حيان بن ظبيان فتشاوروا فيمن يولّون عليهم ، فبايعوا المستورد لأنّه أسنّ الثلاثة واستعدّوا للخروج في غرّة هلال شعبان سنة ٤٣ (٢).
ثمّ إنّ قبيصة بن الدمون أتى المغيرة وكان على شرطته ، فأخبر أنّ الخوارج قد اجتمعوا في منزل حيّان بن ظبيان ، وقد اتّعدوا أن يخرجوا إليك في غرة شعبان ، فقال المغيرة : سِرْ بالشرطة حتّى تحيط بدار حيّان بن ظبيان فأتني به ، وهم لايرون إلاّ أنّه أمير تلك الخوارج ، فسار قبيصة بالشرطة وفي كثير من الناس ، فلم يشعر حيّان بن ظبيان إلاّ والرجال معه في داره نصف النهار واذا معه معاذ بن جوين ونحو من عشرين رجلا من أصحابهما ، فاستسلموا فانطلق بهم إلى المغيرة بن شعبة ، فقال لهم المغيرة : ما حملكم على ما أردتم من شقّ عصا المسلمين ، قالوا له : أمّا اجتماعنا في هذا المنزل فإنّ حيّان بن ظبيان أقرأنا القرآن ، فنحن نجتمع عنده في منزله ، فنقرأ القرآن عليه ، قال : فاذهبوا بهم إلى السجن ، فلم يزالوا فيه نحواً من سنة (٣).
__________________
١ ـ ابن الاثير : الكامل : ٣ / ٢٠٧.
٢ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ١٣٣ ـ ١٣٤.
٣ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ١٣٨. ابن الاثير : الكامل ٣ / ٢١٠ ـ ٢١٢.