من أهل النهر هم كانوا أعلم بكم يا أهل الكوفة ، وأخذت أشجع (١) صاحبهم فروة وكان سيد القوم واستعمل الخوارج عليهم عبدالله بن أبي الحر (٢) ، رجلا من طيّ ، فقاتلوهم ، فقتلوا (٣).
وممّا يذكره المؤرّخون من حديث معركة النخيلة : انّ قبيلة اشجع تمكّنت من أخذ فروة بن نوفل من بين أصحابه الخوارج ، فولّى الخوارجُ عليهم عبدالله بن ابى الحرباء ، فقتل في أثناء المعركة ، فولّى الخوارج عليهم حوثرةَ بن وداع بن مسعود الأسدي ، فعاد إلى النخيلة ، فأرسل اليه معاوية أباه ، لعلَّه يردُّه وقال له :
اُخرج إلى ابنك فلعلَّه يرقُّ إذا رآك.
فخرج إليه وكلّمه وناشده وقال :
ألاأجيئك بأبنك؟ فلعلّك إذا رأيتَه كرهتَ فراقهَ.
فقال حوثرة : إنّي إلى طعنة من يد كافر يرمح القلب فيها ساعة ، أشوق منّي إلى ابني.
فرجع أبوه وأخبر معاوية بقوله.
فأرسل معاوية إليهم جنداً فقتلوهم جميعا (٤).
٢ ـ خروج شبيب بن بجرة :كان شبيب مع ابن ملجم حين قتل عليّاً ، فلمّا دخل معاوية الكوفة أتاه شبيب المتقرّب وقال : أنا وابن ملجم قتلنا عليّاً ، فوثب معاوية من مجلسه مذعوراً حتى دخل منزله وبعث إلى أشجع ،
__________________
١ ـ اسم قبيلة من قبائل الكوفة ، والمراد أنّ القبيلة التي كانت تحمي معاوية أخذت فروة بن نوفل رئيس الخوارج.
٢ ـ وفي الكامل لابن الاثير (عبدالله بن أبي الهوساء) ٣ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦.
٣ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ١٢٦.
٤ ـ عمر ابو النضر : الخوارج في الإسلام ٣١.