وقتل منهم صبراً جماعة كثيرة ، وفي الحرب جماعة اُخرى ، وممّن قتل منهم صبراً ، عروة بن ادية أخو أبي بلال مرداس بن ادية (١).
لم تكن الكوفة وضواحيها هي المركز الوحيد لحركة الخوارج وثوراتهم في أوائل العصر الأموي ، فقد كانت البصرة مثل الكوفة مركزاً لنشاطهم وخروجهم.
فقد خرج حمران بن أبان على البصرة في عام ٤١ فبعث معاوية بسر بن أرطاة فقتله وأخمد الثورة ، ثم عزله معاوية واستعمل مكانه عبدالله بن عامر فخرج في عصره سهم بن غالب الهجيني في سبعين رجلا ، فخرج إليه ابن عامر ففرّق شملهم حتّى اضطرّوا إلى الأمان.
ولمّا ولّى معاوية زياداً على البصرة في سنة ٤٥ ، فوجدها تعج من الخوارج ، وكانت لهم انتفاضات واحدة بعد اُخرى ولكن لم يكن النجاح حليفاً لهم (٢) ونذكر هنا أهمّها على وجه الاجمال :
٩ ـ خروج الخطيم الباهلي وسهم بن غالب الهجيني : خرج سهم إلى الأهواز فأحدث وحكم ثم رجع فاختفى وطلب الأمان ، فلم يؤمنه زياد وطلبه حتى أخذه وقتله وصلبه على بابه.
وأمّا الخطيم فسيّره إلى البحرين ، ثمّ أذن له فقدم ، ولمّا أخلّ بما أمره به زياد أمر بقتله واُلقي في عشيرته (باهلة) (٣).
__________________
١ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ٢٣١.
٢ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ١٧٢.
٣ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ١٧٢ ـ ابن الاثير : الكامل ٣ / ٢٢٥.