الى إشعال نار الفتنة واراقة الدماء الطاهرة حيث أسفرت حرب صفين عن مقتل خمسة وأربعين ألف نفر من جيش معاوية ، وشهادة خمسة وعشرين ألف نفر من جيش الإمام علي بن أبي طالب (١) كلّ ذلك لأجل الأخذ بثأر شخص واحد ، أفيصح في ميزان العدل والنصفة أن تزهق هذه النفوس كلّها مقابل ذلك؟ فهل كان الأساس لشنّ الحروب على عليّ عليهالسلام هو حكم القرآن الكريم والسنّة النبويّة؟ وهل هما يسوّغان لأخذ ثأر انسان واحد ، ارتكاب تلك الجنايات الهائلة؟ أو أنه كان أخذ الثأر واجهة لما يطمح إليه معاوية من دفع الإمام عن مقامه وركوبه منصّة الخلافة ، أو إلجاء عليّ إلى ابقاء ابن الطلقاء في المقام الذي كان يُشْغِلُه طيلة خلافة الخليفتين كما طلبه من الإمام قبل الحرب وخلالها؟
كان على الحكمين دراسة المواضيع التالية حتى يتبين من له الحق عمّن عليه وهي :
١ ـ دراسة الأسباب التي أدّت الى قتل الخليفة عثمان ، وهل كان هناك مبّرر لقتله أو لا؟
٢ ـ إنّ قيادة الإمام بعد قتل عثمان هل كانت قيادة قانونية وشرعية ، حيث بايعه المهاجرون والأنصار وتمت البيعة له في مسجد النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بمرأى ومسمع من الناس من دون أيّ جبر واكراه؟! ولم تكن هناك بيعة أصلا ، أو كانت البيعة عن إكراه لاعن اختيار؟
٣ ـ اذا خرج الباحث من دراسة الأمر الثاني بأنّ قيادة الإمام كانت قيادة شرعية هل كان هناك مبّرر لمعاوية لرفض بيعة المهاجرين والأنصار ، وتأخير بيعته الى أن يقوم بأخذ الثأر ، ويدفع الإمام إليه قتلة الخليفة وكأنّه هو الخليفة
____________
١ ـ نصربن مزاحم : وقعة صفّين ٦٤٣.