روى الشافعي في كتاب الأم عن ابي هريرة : أن رسول الله قال : « لا أزال اُقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلاّ الله ، فإذا قالوا : لا إله إلاّ الله فقد عصموا منّي دماءهم واموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله ».
ثم قال : فأعلم رسول الله انّ فرض الله أن يقاتلهم حتى يظهروا أن لا إله إلاّ الله ، فاذا فعلوا منعوا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها يعني بما يحكم الله عليهم فيها ، وحسابهم على الله بصدقهم وكذبهم وسرائرهم ، الله العالم بسرائرهم ، المتولّي الحكم عليهم ، دون أنبيائه وحكّام خلقه ، وبذلك مضت أحكام رسول الله فيما بين العباد من الحدود وجميع الحقوق ، واعلمهم أنّ جميع أحكامه على ما يظهرون ، وأنّ الله يدين بالسرائر (١).
نعم ورد في بعض الروايات ، اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والحجّ وصوم رمضان : روى البخاري عن عبد الله بن عمر : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وانّ محمّداً رسول الله واقام الصلاة ، وايتاء الزكاة ، والحجّ ، وصوم رمضان » (٢) ولكنّها من مظاهر العلم بالإيمان لامن مقوّماته لأنّ إيمان الانسان يتوقّف على مظهر له في حياته ، والواجبات الواردة فيها مظاهر لهذا الإيمان.
ثم إنّه مع القول بأنّ العنصر المقوّم للايمان هو الاعتقاد القلبي ـ نقول : الإيمان يزيد وينقص في كلا الجانبين : العقيدة ، والعمل ، أمّا من جانب العقيدة : فأين إيمان الأولياء والأنبياء بالله ورسله من إيمان سائر الناس ، وأمّا
__________________
١ ـ الشافعي : الأم : ٦ / ٤ انظر موسوعة الإمام الشافعي : ٧ / ٢٤١.
٢ ـ البخاري : الصحيح ١ ، كتاب الإيمان : ٩.