المجاز اللغويّ والكناية والاستعارة ، ولكل مزية ، وعلى كلّ تقدير فأثر أبي عبيدة أثر متقن مفيد جدّاً ، وقد قام بتحقيقه الدكتور محمّد فؤاد سزگين في جزئين ، وقد طبع للمرّة الثانية في سنة ١٤٠١ هـ.
وقد اختلفت الأقوال في تاريخ وفاته ، فنقل الخطيب عن بعضهم أنّه مات سنة ٢٠٩ هـ ، وعن آخر سنة ٢١١ هـ ، وعن ثالث ٢١٠ هـ وقيل سنة ٢١٣ ، والله العالم.
ولنكتف بما ذكر من رجال الخوارج في العصور الأولى وقد تعرّفت على عدّة من رجالهم في ثنايا الكتاب لاسيّما القادة العسكريين.
بقيت هنا كلمة وهي أن نعطف نظر القارئ إلى ما روي عن النبي الأكرم في حقّ المحكّمة الاُولى واثر في حقّهم عن الصحابة والتابعين لهم باحسان ، وقد جميعها إمام الحنابلة أحمد بن حنبل ورواه عنه ابنه عبد الله في كتاب « السنّة » (١) واليك متونها مع أسانيدها :
بما أنّ الاباضية لايرون أنفسهم خوارج ونحن أيضاً نربئ بهم عن كونهم منهم على الشروط الّتي قدّمناها في الكتاب ، فلا أراهم متضايقين من هذه الآثار الّتي لو تدّبر فيها القارئ يراها من قسم المتواتر المعنوي ولا يحقّ لأحد أن يشكّ في ما يهدف إليه جمعها :
١ ـ حدثني أبي ، حدثنا وكيع جرير بن حازم وابو عمرو بن العلاء ، عن ابن سيرين سمعاه عن عبيدة ، عن علي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يخرج قوم فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد ، ولولا أن تبطروا لأنبأتكم بما وعد الله الذين يقاتلونهم على لسان نبيّه » قال عبيدة : قلت لعلي :
__________________
١ ـ عبد الله بن أحمد بن حنبل : السنّة ٢٦٧ ـ ٢٨٦.