كان للقوم في البصرة ونواحيها أنصار وموالون في الطريقة وكان للهالكين في ساحة القتال من ينتمي إليهم بشيء من النسب والسبب ، فكانوا ينتهزون الفرصة لأخذ ثأرهم من الإمام عليّ عليهالسلام قال : المبرّد : فلمّاقتل عليّ أهل النهروان وكان بالكوفة زهاء ألفين ممّن لم يخرج مع عبدالله بن وهب وقوم ممّن استأمن إلى أبي أيّوب الأنصاري ، فتجمّعوا وأمروا عليهم رجلا من طي ، فوجّه إليهم علي عليهالسلام رجلا وهم بالنخيلة فدعاهم ورفق بهم ، فأبوا فعاودهم ، فأبوا فقتلوا جميعاً ، فخرجت طائفة منهم نحو مكة فوجّه معاوية من يقيم للناس حجّهم فناوشه هؤلاء الخوارج فبلغ ذلك معاوية ، فوجّه بسر بن أرطاة أحد بني عامر بن لؤي ، فتوافقوا وتراضوا بعد الحرب بان يصلّي بالناس رجل من بني شيبة لئلاّ يفوت الناس الحج ، فلمّا انقضى نظرت الخوارج في أمرها ، فقالوا : إنّ عليّاً ومعاوية قد أفسدا أمر هذه الاُمّة ، فلو قتلناهما لعاد الأمر إلى حقّه ، وقال رجل من أشجع : والله ما عمرو دونهما ، وانّه لأصل هذا الفساد ، فقال عبدالرحمن بن ملجم : أنا أقتل عليّاً ، فقالوا : وكيف لك به؟ قال : أغتاله. فقال الحجاج بن عبدالله الصريمي وهو البرك : وأنا أقتل معاوية ، وقال زادويه مولى عمروبن تميم : وأنا اقتل عمرو ، فأجمع رأيهم على أن يكون قتلهم في ليلة واحدة فجعلوا تلك الليلة ليلة احدى وعشرين (١) من شهر رمضان ، وخرج كل واحد إلى ناحية ، فأتى ابن ملجم الكوفة ، فأخفى نفسه وتزوّج إمراةً يقال لها قطام بنت علقمة من تيم الرباب وكانت ترى رأي الخوارج ، ويروى أنّها قالت : لاأقنع منك إلاّ بصداق اُسمّيه لك ، وهو ثلاث آلاف درهم وعبدٌ وأمة ، وأن تقتل علياً ، فقال لها : لك ما سألت. فكيف لي به؟. قالت : تروم ذلك غيلة ، فإن سلمت أرحت الناس من شرّ وأقمتَ مع أهلك ، وإن أصبتَ صرتَ إلى
__________________
١ ـ تفرّد المبرد بنقله ، والصحيح ليلة التاسعة عشر.