الجنة ونعيم لايزول فانعم لها وفي ذلك يقول :
ثلاثة آلاف وعبد وقَيْنَةٌ |
|
وضرب عليّ بالحسام المصمِّم |
فلا مهر أغلى من عليّ وإن غلى |
|
ولافتك إلاّ فتك ابن ملجم |
ويروى أنّ الأشعث نظر إلى عبدالرحمن متقلّداً سيفاً في بني كندة فقال : يا عبدالرحمن أرني سيفك. فأراه فرأى سيفاً حديداً ، فقال : ما تقلّدك السيف وليس بأوان حرب؟ قال : فقال : إنّي أردت أن أنحر به جزور القرية. فركب الأشعث بغلته واتى عليّاً فخبّره ، فقال له : قد عرفت بسالة ابن ملجم وفتكه ، فقال علي : ما قتلني بعد.
ويروى انّ عليّا ـ رضوان الله عليه ـ كان يخطب مرّة ويذكر أصحابه ، وابن ملجم تلقاء المنبر ، فسمع وهو يقول : والله لأريحنّهم منك ، فلمّا انصرف علي ـ صلوات الله عليه ـ إلى بيته أتى به ملبباً (١) فأشرف عليه ، فقال علي : ماتريدون؟ فخبّروه بما سمعوا ، فقال : ما قتلني بعد فخلّوا عنه.
ويروى أنّ علياً كان يتمثّل إذا رآه ببيت عمرو بن معدي كرب في قيس بن مكشوح المرادي :
اُريد حياته ويريد قتلي |
|
عَذِيرَك من خليلكَ من مراد |
فقيل لعليّ : كأنّك قد عرفته وعرفت ما يريد بك. أفلا تقتله؟ فقال : كيف اقتل قاتلي؟.
فلمّا كان ليلة احدى وعشرين من شهر رمضان خرج ابن ملجم وشبيب الأشجعي فاعتورا الباب الذي يدخل منه عليّ ـ رضي الله عنه ـ وكان مُغَلِّساً ويُوقظ الناس للصلاة ، فخرج كما كان يفعل فضربه شبيب فأخطاه
__________________
١ ـ أي مأخوذا بتلابيه.