غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) (١).
( ومنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَاُولئكَ هُمُ الكافِروُنَ ) (٢).
سأل الأقرع بن حابس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الحج علينا كل عام يا رسول الله؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو قلت نعم لوجب ، ولو وجب لما قدرتم عليه ، ولو لم تفعلوا لكفرتم ، وقال : من ترك الصلاة كفر ، وقال : ليس بين العبد والكفر إلاّ تركه الصلاة ، وقال : ألا لاترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض وقال : الرشا في الحكم كفر ».
وخلاصة البحث انّ الأباضية عندما يطلقون كلمة الكفر على أحد من أهل التوحيد فهم يقصدون كفر النعمة ، وهو ما يطلق عليه غيرهم كلمة الفسوق والعصيان ، والمعنى الذي يطلق عليه الاباضية كفر النعمة ويطلق عليه المعتزلة (٣) الفسوق ، ويطلق عليه غيرهم النفاق أو العصيان فهو معنى واحد.
والسبب الذي دعا الاباضية إلى اطلاقهم هذه الكلمة على العصاة بدلا من كلمة النفاق أو الفسوق أمران :
أوّلهما : إنّها الكلمة التي أطلقها الكتاب الكريم والسنّة القويمة عليهم في كثير من المواضيع والمناسبات.
ثانيهما : إنّ لكلمة النفاق أثراً خاصّاً في تاريخ الإسلام ، فقد اشتهر بها عدد من الناس في زمن رسول الله ، آمنوا ظاهراً ، ولكن قلوبهم لم تطمئن بالإيمان ، فكان القرآن الكريم ينزل بتقريعهم ، ويفضح بعضهم ، ويتوعّدهم بالعذاب الأليم
____________
١ ـ النمل : ٤٠.
٢ ـ المائدة : ٤٤.
٣ ـ اطلاق الفاسق على مرتكب الكبيرة غير مختصّ بالمعتزلة ، بل الأشاعرة والإمامية في ذلك أيضاً سواء ، بل الفرقتان الاخيرتان أولى بهذا الاصطلاح من المعتزلة ، لأنه عندهما مؤمن ، لا كافر ولا مشرك بخلاف المعتزلة فإنّه عندهم لاكافر ولا مؤمن بل منزلة بين المنزلتين.