وقال ابن حبّان في الثقات : كان يميل إلى مذهب الشراة. وقال ابن البرقي : كان حرورياً. وقال الدارقطني : متروك لسوء اعتقاده وخبث مذهبه. وقال المبرد في الكامل : كان رأس القعد من الصفرية وفقيههم وخطيبهم وشاعرهم ، والقعدة : الخوارج ، كانوا لايرون بالحرب بل ينكرون امراء الجور حسب الطاقة ويدعون إلى رأيهم ويزيّنون مع ذلك الخروج ويحسّنونه. لكن ذكر أبو الفرج الاصبهاني انّه إنّما صار قعدياً لما عجز عن الحرب والله أعلم ، قلت : وكان من المعروفين في مذهب الخوارج ، وكان قبل ذلك مشهوراً بطلب العلم والحديث ثم ابتلي ، وانشد له من شعره :
لا يعجز الموت شيء دون خالقه |
|
و الموت يفني إذا ما ناله الأجل |
و كل كرب أمام الموت منقشع |
|
و الكرب والموت ممّا بعده جلل (١) |
و في الأغاني إنّما صار ابن حطّان من القعدية لأنّ عمره طال وكبر وعجز عن الحرب وحضورها ، فاقتصر على الدعوة والتحريض بلسانه ، وكان أوّلاً مشمّراً بطلب العلم والحديث ثمّ بلي بذلك المذهب ، وقد أدرك صدراً من الصحابة وروى عنهم وروى عنه أصحاب الحديث. وله شعر في مدح عبد الرحمن بن ملجم المرادي ـ لعنه الله ـ قاتل أمير المؤمنين وقائد الغر المحجّلين زوج البتول وصهر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم :
لله در المرادي الّذي سفكت |
|
كفّاه مهجة شر الخلق إنسانا |
أمسى عشية غشاه بضربته |
|
معطى مناه من الآثام عريانا |
يا ضربة من تقي ما أراد بها |
|
إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا |
إنّي لأذكره حيناً فأحسبه |
|
أوفى البريّة عند الله ميزانا |
__________________
١ ـ ابن حجر العسقلاني : تهذيب التهذيب ٨ / ١١٣ ـ ١١٤ برقم ٢٢٣. راجع الاصابة ٣ / ١٧٨.