ومثله أن تقول : يفرحنى جلوسك معى مناقشا ، والتقدير : (أن تجلس) ، ما كان يجب ردّك خائبا ، والتقدير : أن تردّ ، كل من (مناقشا) و (خائبا) حال منصوبة ، والعامل فيهما مصدر مقدر من أن والفعل ، العامل فى الأولى : (جلوس) ، والعامل فى الثانية (رد) ، فوجب تأخر الحالين.
فإن لم يقدر المصدر بالحرف المصدرى والفعل جاز تقديم الحال على صاحبها ، فتقول : جديدا شراء الكتاب ، أى : شراء الكتاب جديدا. فـ (جديدا) حال منصوبة من (الكتاب) ، والعامل فيها المصدر الصريح (شراء) ، وهو مصدر نائب مناب فعله ، ليس مقدّرا بالحرف المصدرى والفعل ، فلا تقول : أن تشترى الكتاب جديدا ، فجاز تقديم الحال على المصدر.
٤ ـ اسم الفعل :
إذا كان العامل فى الحال اسم فعل فإنه يجب أن تتأخر عنه ؛ لأن اسم الفعل لا يقوى على العمل فيما قبله ، حيث إنه دون الفعل ، فى قوة العمل ، فتقول : دراك مسرعا ، حيث (مسرعا) حال من الفاعل المستتر فى اسم الفعل (دراك) ، والعامل فيها اسم الفعل فوجب تأخرها عنه.
ومثله أن تقول : قراء واعيا ، سماع منتبها ، نزال مبطئا. كل من : (واعيا ، ومنتبها ، ومبطئا) حال من الفاعل المستتر فى اسم الفعل قبله ، والعامل فيها اسم الفعل ، فوجب تأخرها عنه.
٥ ـ ما تضمّن معنى الفعل دون حروفه :
إذا كان العامل فى الحال لفظا مضمّنا معنى الفعل دون حروفه ، وهو ما يسمى بالعامل المعنوى فإنه يجب أن تتأخر الحال عنه ؛ لأن ما ضمّن معنى الفعل دون حروفه لا يقوى فى العمل قوة الفعل ، فلا يقوى على العمل فيما قبله ، فهو أضعف من العامل اللفظىّ.
ومما ضمّن معنى الفعل دون حروفه : أسماء الإشارة ، وحرف التشبيه (كأن) ، وحرف الرجاء (ليت) ، وحرف التمنى (لعل) ، والظروف ، وحروف الجر ، والاستفهام التعظيمى ، وحرف النداء.